كثفت فلسطين أمس من تفاعلها عربياً ودولياً للتعاطي مع الإجراءات الأميركية الأخيرة في شأن القدس ووكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وفيما عُقدت في عمان أمس قمة بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بحثت في توحيد التحركات والمواقف، أُعلن أن فلسطين ستتوجه إلى مجلس الأمن مجدداً الشهر المقبل لطلب العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، في وقت تستضيف بروكسيل اليوم (الثلثاء) الاجتماع الوزاري الاستثنائي للجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، المعنية بتنسيق المساعدات الدولية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية. وأفاد بيان للرئاسة الفلسطينية، بأن القمة بين الملك عبدالله والرئيس عباس والتي عقدت في قصر الحسينية في عمان بحثت في تداعيات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب «الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، كما تم التشاور حول طبيعة التحرك المقبل بعد القرار الأميركي والتهديدات الإسرائيلية بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في القدس والضفة. وأضاف البيان أن الزعيمين، ناقشا المقترحات لتوحيد المواقف في شأن القضية الفلسطينية. ودعا الملك عبدالله إلى «ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لحماية حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، التي تمثّل مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة». ونقل بيان للديوان الملكي تأكيد الملك أن «الأردن يواصل جهوده وفي جميع المحافل الدولية للدفاع عن القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية». وأوضح البيان أن الرئيس عباس وضع الملك في «صورة التحركات واللقاءات التي أجراها مع الأطراف الدولية لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها القضية الفلسطينيةوالقدس». وبالتزامن مع ذلك، بدأ أمس مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية والخارجية نبيل شعث، جولة آسيوية تقوده إلى اليابانوطوكيو، وأوضح في بيان أنه سيلتقي في طوكيو اليوم، رئيس الوزراء ووزيري الخارجية وأعضاء البرلمان وممثلي جمعيات الصداقة اليابانية مع فلسطين، بهدف تقوية العلاقات الثنائية ومطالبتها بالاعتراف بفلسطين ومشاركتها في الإطار الدولي للسلام. وأضاف أنه سيطالب اليابان بأن تكون جزءاً من الإطار الدولي متعدد القطب للإشراف على عملية التسوية، إضافة الى تقديم دعم إضافي لوكالة «أونروا» بعد خفض التمويل الأميركي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحراك الدولي في هذه المرحلة، رداً على إعلان الرئيس الأميركي في شأن القدس. وسيتوجه شعث بعدها إلى كوريا الجنوبية حيث يلتقي وزير الخارجية، لبحث موضوع الاعتراف بفلسطين ودعم العلاقات الثنائية وتعزيز الدعم المالي والسياسي للقضية الفلسطينية. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية رياض المالكي أن الجانب الفلسطيني سيقدم طلباً إلى مجلس الأمن الشهر المقبل، لرفع مكانة فلسطين من عضو مراقب إلى عضو كامل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه سيتم أيضاً طلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وكانت السلطة تقدمت بطلب للحصول على العضوية عام 2011، إلا أن الضغوط الأميركية حالت دون تمريره. وقال المالكي إن الكويت ستكون الشهر المقبل رئيساً لمجلس الأمن، وأن الجانب الفلسطيني يأمل بالحصول على الأصوات اللازمة، ما لم تستخدم الإدارة الأميركية حق النقض «الفيتو»، مشيراً الى أن «مجلس الأمن سيشهد في الشهر المقبل العديد من الاجتماعات المهمة، ومن بينها الاجتماع الشهري المغلق للمجلس لمناقشة أوضاع الشرق الأوسط، في العشرين من شباط، وذلك عشية اجتماع مفتوح في المجلس يبحث في تنفيذ قرارات الأممالمتحدة»، لافتاً إلى أن الرئيس عباس سيصل إلى نيويورك للمشاركة في أحد اجتماعات مجلس الأمن. وفي غضون ذلك، يشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم في الاجتماع الوزاري الاستثنائي للجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، المعنية بتنسيق المساعدات الدولية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية، في بروكسل. وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية احمد ابو زيد أن الاجتماع «الاستثنائي يعقد بمبادرة أوروبية بعد التطورات الأخيرة خصوصاً قضية القدس، ويستهدف التباحث في شأن مستقبل عملية السلام، وكيفية الحفاظ على تماسك ووحدة الموقف الدولي إزاء القضية الفلسطينية، والتحرك لإعادة تصحيح المسار في اتجاه المفاوضات وحل الدولتين»، مشيراً إلى أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني ووزير الخارجية النروجي سيرأسان الاجتماع، بحضور رفيع المستوى من جانب الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالقضية الفلسطينية. وأضاف أن «الاجتماع سيتطرق إلى الدفع بالمصالحة الفلسطينية وتقديم الدعم للمؤسسات الفلسطينية. وفي القاهرة، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً بعد غد (الخميس) لمناقشة ملف القدس، وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أن الاجتماع «يهدف إلى تقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة اللازمة للدفاع عن مدينة القدس».