تعامل طرفا القمة الآسيوية «الاتحاد والهلال» بسياسة البيضة والحجرة، وسارا في الاتجاه نفسه لمعظم النقاد والكتاب ومحللي القنوات الفضائية، ويبدو أن اللغة ستتغير بعد اللقاء، بين منتصر منتشي، وخاسر يترنح من هول صدمة الكابوس المزعج. يبدو أن طرفي القمة اختارا لغة المنطق والعقل، عدا محمد نور الذي شطح ونطح وهذا ليس مستغرباً منه، ويبدو أن الغالبية احتفظوا بخط الرجعة على رغم الترشيحات المسبقة التي سارت لمصلحة الهلال بحجة تفوقه طوال الموسم على كل أنداده محلياً وتحقيقه بطولتين وسطوته وهيمنته على الأندية المحلية، بعكس الاتحاد الذي يكتب على سطر ويترك سطراً منذ عودة محمد نور للفريق الذي كان يتصدر دوري زين بسبعة انتصارات متتالية واتت بعدها التعادلات التي أفقدت الفريق القدرة على منافسة الهلال على لقب الدوري. اتفق المحللون والنقاد والكتاب على أفضلية الهلال بمعايير فنية بحتة من دون تدخل العاطفة في ذلك، وفي الوقت نفسه لم يغفلوا ندية الاتحاد للهلال في الدورين الأول الثاني على رغم الظروف المحيطة بالفريق وهذا يؤكد أن الاتحاد يتعافى تماماً قبل أي لقاء هلالي بالذات وقد يفعلها ويقلب المجن. لقاء الليلة لا يقبل أنصاف الحلول فلابد من فائز يشق طريقه نحو ثمن النهائي الآسيوي، وفريق خاسر يترنح على رصيف الصدمة لعله يفوق منها في بطولة الأبطال على كأس الملك أو يواصل الترنح إلى بداية الموسم المقبل. لغة طرفي القمة رائعة ومهذبة طوال الأيام التي سبقت اللقاء المرتقب، وقد تزداد حمى اللقاء قبل البداية بساعات، وهذا شيء متوقع من المعسكرين الهلالي والاتحادي شريطة أن يكون التسخين والمناورة والمناوشة في حدود التنافس الراقي الذي يليق بالفريقين، والشيء الذي ننتظره من الطرفين ليس تحديد الفريق الذي سيحمل تطلعات وأماني وسطنا الرياضة على الساحة الآسيوية بقدر ما ننتظر الرزانة والهدوء والعقل للفريق الخاسر ليكون مهنئاً مباركاً للفريق الذي انتزع بطاقة الترشح لدور ثمن النهائي فالرياضة فوز وخسارة وفروسية. البيضة والحجرة سياسة فلسفية جميلة، وقد تمتد هذه السياسة بالنغمة نفسها بعد اللقاء إذا كان الفائز بالبطاقة الآسيوية الفريق الذي تعودنا منه الوعي عند الغيبوبة، وقد تتحول البيضة والحجرة إلى منجنيق الحجاج الثقفي، وهو منجنيق لا يبقي ولا يذر. صالح ناصر الحمادي [email protected]