نصب الاتحاديون مناحة الويل والثبور، وملحوها باللطم على الخدود والشكوى لطوب الأرض بعد تأجيل لقائهم الدوري أمام الهلال الذي يجاهد من أجل الظفر ببطولة آسيوية تجير لسمعة الرياضة السعودية إن أتت. كل الفرق التي تمثلنا خارجياً وفي أي بطولة عربية أو آسيوية أو خليجية طلبت تأجيل مبارياتها المحلية، فتم لها ذلك بما فيها الاتحاد الذي أجل تسع مباريات متتالية في العام 2005 ليحقق بطولة الأندية الآسيوية وللمرة الثانية على التوالي بعد أن فاز بنسخة 2004 وباركت كل الأندية السعودية وكل الوسط الرياضي للاتحاد هذا الإنجاز الذي كان في محصلته يخدم سمعة الرياضة السعودية. الهلال والشباب وصلا لنصف نهائي الأندية الآسيوية في النسخة الحالية وأصبحا على مشارف الوصول للنهائي، ولذا أتت مطالبة الفريقين بتأجيل مبارياتهما الدورية المحلية، وهذا حق مشاع ومتاح لهما بنفس الحق والمعيار الذي حصل عليه الاتحاد في مناسبات مماثلة من قبل. مناحة الاتحاد أتت بتفسير محلي بحت على أن الفرصة مواتية لتحقيق الفوز على أهم فريق في طريقهم نحو تحقيق بطولة الدوري، وهذه حسابات مبنية على وضع الهلال أمام الغرافة، ووضع الاتحاد المتصدر للدوري وهي حسابات خاطئة، فقد تختلط فيها الأوراق كما هي لقاءات الفريقين في السنوات الأخيرة التي تتغير فجأة ومن دون مقدمات، فالهلال فاز على الاتحاد بخماسية بعد الآسيوية الموسم الماضي، وتراجع الاتحاد فنياً بقية الموسم، وفي المباراة النهائية على كأس الملك للأبطال كان للاتحاد شكل آخر، وقدم واحدة من أجمل المباريات، وفاز بالبطولة وعلى حساب الهلال ذاته. المباراة المؤجلة هذا الموسم لا تستحق كل هذا الضجيج، فالهلال في أسوأ حالاته قادر على الفوز على الاتحاد، والاتحاد قادر على الفوز على الهلال تحت أي ظرف، والتأجيل يبدو في ظاهره لمصلحة الهلال وقد يكون في مصلحة الاتحاد من دون أن يعلموا. عقلاء الاتحاد وفي مقدمهم الأمير خالد بن فهد لم يعيروا مسألة التأجيل أي اهتمام لمعرفتهم أن الظروف الصعبة قد لا تكون كافية لضمان فوز أي طرف في لقاءات القمة واللقاءات التقليدية ولقاءات الكلاسيكو». ولمعرفتهم أن أي فريق يمثلنا خارجياً من حقه طلب تأجيل أي مباراة حتى وإن أخطأت لجنة المسابقات في وضع جدول بديل في حال تأهل الهلال والشباب لمثل هذه المرحلة. المتشدقون والمتفيهقون والمستنفعون تباروا في نصب مناحتهم الموسمية ووزعوا اتهاماتهم ودوائر الشك في كل اتجاه، ونسوا أو تناسوا أن الاتحاد قادر على انتزاع البطولة والهلال قادر على ذلك أيضاً، وأن الحظوظ متساوية وليس من الفروسية أن نلغي حق الهلال في التأجيل من أجل فرحة محلية قد لا تتحقق. [email protected]