صُدم محبّو المطرب اللبناني نهاد طربيه بوفاته المفاجئة في باريس، ليل الجمعة- السبت، بعد ساعات من مغادرته مطار بيروت. ورحل صاحب «بدنا نتزوّج عالعيد» في العاصمة الفرنسية، إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز 67 سنة. وفور وصول طربيه إلى مطار باريس ليلاً، تعرض لارتفاع في الضغط، ونقل إلى أحد المستشفيات حيث توفي هناك. ويعتبر طربيه، ابن بلدة صوفر في جبل لبنان، من الجيل الطربي الشعبي الذي تأثر بمرحلة ستينات القرن العشرين الفنية، وكان أحد أبرز من ساروا على خطى الفنان الراحل فريد الأطرش إلى حد تطابق درجات الصوت وكذلك العزف على آلة العود. وكان محبّاً للطرب الأصيل لا سيّما أغاني محمد عبدالوهاب، وأعاد تسجيل أغنيتين له «قلبي بقلي كلام» و «كان أجمل يوم»، كما أدى أغنيات للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ووديع الصافي وسعاد محمد ونور الهدى. وقالت شقيقة الراحل الإعلامية أندريه طربيه: «فقدنا أغلى من لدينا، ودعناه اليوم في بيروت قبل سفره إلى باريس، ولم نعلم أنه الوداع الأخير». وأضافت: «علمنا بالخبر من المواقع الإخبارية، كان الأمر صادماً، سارعت إلى الاتصال بعائلته في باريس، فكان أسوأ خبر تلقيته في حياتي. لم أصدق إذ إنه كان يبدو على ما يرام في لقائنا الأخير ووعدنا بأنه سيعود». ونعى رئيس بلدية صوفر السابق يوسف شيا «الإنسان الكبير الذي أحبّ لبنان وصوفر، صاحب الصوت الأصيل، والمحب للعطاء خدمة للآخرين». بدأ نهاد طربيه صاحب الصوت الرصين الدافئ مسيرته الفنية في قرى الجبل قبل أن ينطلق في الإذاعة اللبنانية وتذاع له أغنيات في سبعينات القرن الماضي منها أغنية «أنا فلاح وأبويا فلاح». وبلغ قمة شهرته في ثمانينات القرن العشرين من خلال أغنية «بدنا نتجوز عالعيد» التي تخطت حدود لبنان وحققت انتشاراً واسعاً في الدول العربية. وقدم صاحب أغنية «تريد تروح وتنسانا» على مدى مشواره أغنيات باللهجتين اللبنانية والمصرية من أشهرها «يا أميرة يا بنت الأمرا» و «أنا فلّاح وأبوي فلّاح» و «لبنان يا حبنا راجعينلك راجعين» و «طيب جداً» و «مشوار الحياة» و «القمر مسافر». ونعاه عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعرب منهم المغني اللبناني وائل جسار الذي كتب على «فايسبوك»: «رُد إلى مثواه الأخير غصن من شجرة العمالقة، فنان كبير محترم بأخلاقه وفنه، المطرب نهاد طربيه. أعمالك ستبقى خالدة في أذهاننا». وكتب المغني اللبناني وليد توفيق: «نهاد طربيه لطالما كنت صديق نجاحات ورفيق عمر وأخاً جمعتني به أجمل الأيام... رحلت ولكنك باق في قلوبنا».