أعلن أمس في بيروت وفاة الفنان وديع الصافي (95 عاما)، وكان وديع الصافي أعلن العام الماضي عن أمنيته ألا يموت مريضا على سريره، بل يموت وهو واقفا على قدميه وسط محبيه من جمهوره. وكانت هناك إشاعات في الإنترنت أن ابنه «جورج» قد نفى لإذاعة «صوت لبنان» نبأ وفاة والده، إلا أن ابنه «انطوان» نفى ل «عكاظ» ذلك، مؤكدا أن والده توفي بالفعل. وشارك وديع الصافي الفنانين السعوديين في أشهر البرامج التلفزيونية الغنائية مطلع السبعينات من القرن الماضي، وغنى ألحانا سعودية لطارق عبدالحكيم وغازي علي وعمر كدرس. وخضع وديع فرنسيس الشهير بوديع الصافي، لعملية القلب المفتوح عام 1990م، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء وعلى أبواب الثمانين من عمره لبى رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحا منقطع النظير أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل. ولوديع الصافي الذي ولد عام 1921م، دور رائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد، ويعد صاحب مدرسة في الغناء والتلحين ومن عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي، واقترن اسمه بلبنان وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صور شموخها وعنفوانها، ولم يغب يوما عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية قلبا وقالبا فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني أشهر أغانيه. يحمل الصافي ثلاث جنسيات، مصرية وفرنسية وبرازيلية إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلا أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد. في عام 1989، أقيم له حفل تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية.