تعمل الحكومة العراقية على محورين لحسم الأزمة الأمنية في الأنبار، أحدهما سياسي إذ عقدت قبل يومين لقاءات عدة مع شيوخ عشائر في المحافظة لحل الأزمة، والآخر امني مع بدء الجيش عمليات جديدة شمال غربي الفلوجة وشرق الرمادي. وقال مصدر في مجلس محافظة الانبار ل «الحياة» امس ان «لقاءات عدة أجريت خلال اليومين الماضيين مع عدد كبير من شيوخ عشائر الانبار لشرح خطر بقاء الفلوجة تحت سيطرة داعش». وأضاف ان «اللقاءات تمت بوجود ممثلين للحكومة الاتحادية والقوات الامنية في قواعد عسكرية وفي مضايف شيوخ عشائر في الرمادي وكانت صريحة جداً وتم خلالها توجيه انتقادات إلى القوات الامنية بسبب طريقة ادارة الملف في المحافظة». واشار الى ان «ممثلي الحكومة وقادة الأمن تفهموا الانتقادات وفي الوقت نفسه شرحوا بالتفصيل مخاطر بقاء الفلوجة تحت سيطرة داعش وسيناريوات حل الازمة التي تحتاج الى تكاتف جميع شيوخ الأنبار ورجال الدين من اجل طرد التنظيم». ولفت المصدر الى ان «الاجتماعات لم تشمل شيوخ العشائر ورجال الدين في داخل الفلوجة لرفع الحرج عنهم لأنهم ليسوا احرار الارادة في اتخاذ المواقف، من جهة، وخوفاً عليهم من داعش، من جهة ثانية كما جرى في اوقات سابقة». ميدانياً، قال مصدر امني في «قيادة عمليات الانبار» ل «الحياة» امس ان قوات مشتركة من الجيش والشرطة و «الصحوات» نفذت عمليات واسعة في منطقة الصقلاوية، شمال غربي الفلوجة، وجزيرة الخالدية شرق الرمادي لطرد المسلحين. وأوضح المصدر ان «قوات من فرقة التدخل السريع التابعة للشرطة واللواء 30 التابع للجيش نفذت صباح امس عملية في ناحية الصقلاوية تكللت بتحقيق نجاحات في السيطرة على طريق المفتول الذي يقع تحت سيطرة المسلحين منذ شهور». وفي قضاء الكرمة شمال شرقي الفلوجة، قال المصدر ان اشتباكات جرت بين الفوج الثالث ومسلحين في مناطق ابراهيم بن علي والبو علوان والبوكسوب استمرت ساعات وأدت الى تدمير منازل كان يتحصن فيها المسلحون. الى ذلك، قال المصدر ان «قوات الجيش التي تحاصر عدداً من المناطق التي يطلق عليها جزر الخالدية شرق الرمادي تعرضت لهجمات المسلحين الذين يسيطرون على عدد من هذه الجزر منذ شهور، خصوصاً في منطقة ابو عبطان». وأضاف ان «مسلحين آخرين هاجموا ظهر اليوم (امس) دورية راجلة للجيش في منطقة البو ذياب شمال الرمادي ادى الى مقتل واصابة عدد من الجنود». وأعلن «جهاز مكافحة الارهاب»، في بيان امس «مقتل 15 ارهابياً من داعش بينهم عرب في الفلوجة»، وأوضح ان «قوات اخرى، بالتنسيق مع طيران الجيش والمدفعية دمر موقعاً لعناصر داعش يحتوي على محطة لاسلكية وقتل جميع من فيه». وأفاد مصدر عشائري داخل الفلوجة «الحياة» ان «المدينة مستاءة من اغلاق معبر المفتول وهو المنفذ الوحيد للسكان للدخول او الخروج»، وأضاف ان «اشتباكات حصلت قرب المنفذ دفعت قوات الجيش الى اغلاقه ما ادى الى عودة عدد من العائلات الى مساكنها وكانت ترغب في مغادرة المدينة بعد اشتداد القصف المدفعي منذ ايام». وأضاف ان «المساعدات الطبية والغذائية توقفت منذ ايام ايضاً من دون معرفة الاسباب ولكننا نعتقد أن القوات الامنية وراء منع ادخال المساعدات الى السكان وهم في أمس الحاجة اليها بعد تزايد اعداد الجرحى المدنيين».