علمت «الحياة» ان توسط شخصيات سياسية وشيوخ عشائر في الفلوجة أفضى إلى إعادة فتح سد النعيمية الذي أغلقه مسلحو «داعش»، ما هدد بقطع المياه والكهرباء عن محافظات بابل وكربلاء والنجف. الى ذلك، أكد تقرير امني ميداني اعدته قيادة العمليات صعوبات تواجه تحرك الجيش بحرية في المناطق الساخنة، بسبب تفخيخ الطرق والمنازل، فيما اتسعت رقعة انتشار المسلحين خارج مناطق نفوذهم بعد اربعة اشهر من القتال. وقال مصدر عشائري من داخل الفلوجة ان «اتصالات جرت بين سياسيين من اهل المدينة ومقربين من الحكومة واعضاء في مجلس العشائر أفضت إلى أن الفلوجة ستكون المتضرر الأكبر من إغلاق السد، إذ ستغرق احياء فيها بالكامل قبل نهاية الاسبوع الحالي». وأشار الى ان «مجلس العشائر اقنع الفصائل المسلحة في المدينة بإعادة فتح السد»، ونفى ان يكون الجيش العراقي وراء فتح السد، ولكنه أشار الى ان مروحيات حاولت تفجيره اول من امس. وكان وزير الموارد المائية مهند السعدي حذر في بيان امس، من ارتفاع منسوب المياه في الفلوجة وقال انها «ستؤدي الى حدوث تشقق في بوابات على جانبي الفرات، وبالتالي سغرق مناطق واسعة في قضاء الفلوجة ومنطقة الصقلاوية ما لم تتخذ اجراءات سريعة لفتح البوابات». الى ذلك، قال مصدر امني رفيع المستوى في محافظة الانبار ل «الحياة» امس ان «بعض فقرات تقرير امني اعدته قيادة عمليات الانبار استناداً الى قادة ميدانيين وتقارير الاستخبارات العسكرية يشير إلى أن المسلحين «ما زالوا ينتشرون في عدد من مناطق الرمادي الجنوبية وعدم قدرة القوات الامنية على التقدم لتطهيرها لاقدام المسلحين على تفخيخ طرق رئيسية وفرعية بالكامل اضافة الى تفخيخ منازل»، وأشار الى ان الفرق الهندسية «تمكنت من تفكيك اكثر من 500 عبوة ناسفة في جنوب الرمادي وحدها». ويوضح التقرير ان «مدينة الملعب جنوب شرقي الرمادي، من اكثر المناطق التي تضررت جراء العمليات العسكرية حيث دمرت ازقة كاملة بسبب المواجهات الشديدة بين الجيش والمسلحين». وجاء في التقرير أن جزر الخالدية، شرق الرمادي والقرى التابعة لها امتداداً الى الحبانية والبو فراج، «محرمة بسبب تفخيخ الطرق الرئيسية والفرعية المبلطة والترابية فيها ما يصعب على الجيش دخولها بالمدرعات، فيما يلجأ المسلحون لاستخدام البساتين للتنقل بين هذه المناطق». وفي الفلوجة أشار التقرير الى ان «منطقة النعيمية جنوبالمدينة حيث السد الذي اغلق قبل يومينن، غرقت تماماً بالمياه وهي معرضة للسلب والسيطرة، امتداداً حتى مدن اليوسفية وصولاً الى الرضوانية جنوببغداد». وفي منطقة الكرمة شمال شرقي الفلوجة، حيث يسيطر ابناء العشائر المناؤون للحكومة بقيادة شيخ عشائر الجميلي رافع المشحن، يلفت التقرير الى ان «اشتباكات متواصلة منذ اسبوعين بين المسلحين والجيش اجبرت الأخير على سحب عدد من افواجه إلى مناطق وقرى الشعلة والغزالية وخان ضاري غرب العاصمة». الى ذلك، أعلن مدير الإدارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات مقداد الشريفي خلال مؤتمر صحافي امس أن «المفوضية لا تستطيع ارسال موظفيها الى المناطق التي تشهد وضعاً امنياً غير مستقر»، في إشارة الى مناطق في الانبار. وأشار الى إن «هناك مواطنين خرجوا من الانبار وتوزعوا في اكثر من 12 محافظة ولم يتم الوصول الى هؤلاء، وستفتح المفوضية لهم اكثر من 45 مركزاً لضمان تصويتهم و37 مركزاً للنازحين داخل المحافظة».