باشرت المحكمة العسكرية أمس، محاكمة 38 متهماً في التفجير المزدوج الذي استهدف محلة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 والذي أسفر عن سقوط 45 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. وفي الجلسة الأولى، استجوبت المحكمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله الموقوف إبراهيم الجمل الذي أوقف فجر يوم التفجير في محلة جبل محسن في طرابلس، وضبط بحوزته حزام ناسف كان ينوي من خلاله القيام بعملية انتحارية وفق ما اعترف بصراحة أمام المحكمة. وأفاد الجمل، وهو من الموقوفين القلائل في جرائم الإرهاب الذين يعترفون بجرائمهم أثناء استجوابهم أمام المحكمة، بأنه تأثر بالصور التي كان يعرضها رفاقه على «فايسبوك» عن الحرب في سورية، فقرر «الجهاد» إلى جانب تنظيم «داعش»، وبالفعل توجه إلى الحدود الشمالية ودخل إلى هناك بعد أن زكّاه المتهم الفار حمزة البقار، لدى «أبو البراء العراقي» المسؤول الأمني في التنظيم، الذي اخضعه ل «امتحان» كسائر «الانتحاريين». وأضاف الجمل إنه «بعدما اقتنع بتنفيذ عملية انتحارية من خلال كلام «أبو البراء العراقي» عن «الظلم في لبنان»، تولى «أبو الوليد» تدريبه على السلاح، والأخير خبير متفجرات». وقال عنه الجمل إنه «كان المسؤول عن المقر الذي يضم «الانتحاريين»، وطلب منه، بعدما بات جاهزاً للقيام بعملية انتحارية، التنفيذ». وقال: «طلبت منه تنفيذ عملية انتحارية في سورية وليس في لبنان إنما أصّر، على اعتبار أن في لبنان ظلماً، وبعد أسبوعين تقريباً، عاد الجمل سرّاّ ومن دون علم أحد إلى لبنان بسيارة أجرة بأمر من أبو الوليد، وراح يتواصل مع الأخير عبر تطبيق التلغرام فأعلمه بأن حمزة البقار قام باستئجار شقة في طرابلس وانتقل الجمل للسكن فيها مع أربعة أشخاص ملثمين لا يعرفهم إلا بألقابهم قبل أن يحضر «الانتحاري» عبادة وليد ديبو الذي فجّر نفسه بحزام ناسف في برج البراجنة، والذي يعرفه المتهم الجمل باسم «وليد». وتابع الجمل أن «في تلك الشقة قام وليد بتصنيع سبعة أحزمة ناسفة، فيما أنا صنعت بنفسي حزامي الناسف. وكنت ووليد نختلف كثيراً كوني كنت أدخّن وأحضر تلفزيون وأخرج، فشكاني لأبو الوليد الذي منعني حينها من الخروج، قبل أن يقرر الأخير نقل وليد إلى بيروت». وانتظر الجمل ساعة التنفيذ، لكنه فوجئ قبل يومين من تفجيري برج البراجنة، بطلب «أبو الوليد» منه تنفيذ العملية الانتحارية بالتزامن مع التفجيرين المذكورين، وهو كان استطلع قبل أربعة أيام من توقيفه منطقة جبل محسن تمهيداً لزرع عبوة ناسفة في مكان دلّه عليه حمزة البقار بعدما وضعها ب «كرتونة بطاطا»، على أن يفجّر نفسه بعد تجمع الناس إثر تفجيره تلك العبوة». وقال الجمل إنه قبل توقيفه «فجر 12 تشرين الأول (أكتوبر) اتصل به «أبو الوليد» وطلب منه أن ينفذ العملية في الساعة السادسة مساء اليوم نفسه، أي بالتزامن مع تفجيري برج البراجنة، غير أن توقيفه أثناء عودته من مكان زرع العبوة حال دون تنفيذ العملية، حيث ضبط بحوزته حزام ناسف وقنبلتان يدويتان ومسدس». ومن خلال تحليل أرقام الهواتف، ووجود تطابق بين الحزام الناسف المضبوط والأحزمة التي استخدمت في تفجيري برج البراجنة، توصلت القوى الأمنية إلى تحديد كامل أعضاء الشبكة التي كان مشغّلها «أبو الوليد». وأرجأت المحكمة الجلسة إلى 8 آذار (مارس) المقبل لمتابعة استجواب بقية المتهمين ال28 الذين أخلي سبيل 13 منهم، فيما يحاكم آخرون غياباً.