شهر تقريباً فصل بين إعلان وزارة الداخلية عن مقتل قاضي محكمة المواريث والأوقاف في القطيف محمد الجيراني، واستهداف القاضي في محافظة الخرج فهد الجدوع بطلق ناري أول من أمس أصابه في الظهر. وعلى رغم أن حوادث الاعتداء على القضاة في السعودية نادرة، إلا أن وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور وليد الصمعاني بدت نبرته شديدة اللهجة لدى عيادته القاضي الجدوع في المستشفى، إذ أكد أن «التعدي على أصحاب الفضيلة القضاة هو تعدٍ على الكيان العدلي بأكمله، ويد العدالة لن تثنيها رصاصة، وأمنهم خطٌ أحمر، وستطاول الجناة». مجدداً دعمه الكامل لكل ما من شأنه المحافظة على سلامة القضاة، و«شدد على حرص وزارة العدل على دعم سلامة منسوبي المرفق العدلي كافة وحمايتهم من أي عدوان قد يتعرضون له أثناء تأدية عملهم». ويعد التقدير الذي يحظى فيه القضاة كبير، فتقديم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العزاء في وفاة الجيراني خلال استقباله ذويه، وأمره بتسمية شارع باسمه، إضافة إلى زيارة الوزير الصمعاني أمس القاضي الجدوع بعد 24 ساعة من وقوع حادثة الاعتداء عليه، دليل على ذلك الاهتمام، وتقدير لدورهم وأهمية الحفاظ على استقلاليتهم. وكانت الجهات الأمنية باشرت حادثة الجدوع وألقت القبض على الجاني، الذي تبين أنه رجل كبير في السن وله دعاوى مختلفة بالمحكمة ضد أولاده. و الجدوع أحد قضاة المحكمة العامة في الخرج تعرض لطلق ناري ظهر أول من أمس (الثلثاء)، وعلى الفور نقل إلى طوارئ مستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان للخدمات الصحية، الذي استنفر كامل الطواقم الطبية، وتعامل مع الحال وفق الإجراءات الطبية المعتمدة.