أكد الجيش الأوكراني الثلثاء، إستعادته السيطرة على مطار دونيتسك شرق أوكرانيا بعد معارك ضارية مع الإنفصاليين ما دفع الرئيس فلاديمير بوتين للدعوة إلى وقف فوري لعملية الجيش "العقابية". أما كييف، فاستدعت القائم بالأعمال الروسي لديها للإحتجاج على توغل "إرهابيين مسلحين" داخل أوكرانيا إنطلاقاً من روسيا ليل الإثنين الثلثاء. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، إن "الوزارة سلمت القائم بالأعمال أندريه فوروبييف مذكرة إحتجاج، إثر توغل جديد لإرهابيين مسلحين ليل 27 أيار (مايو)". ويتزامن تدهور الأوضاع على "الجبهة الشرقية"، وحيث غيرت القوات الأوكرانية من تكتيكها عبر استعانتها بالطيران ضد الإنفصاليين، مع استعداد الرئيس المنتخب بترو بوروشنكو لتسلم منصبه. وحصل الرئيس المنتخب على "الدعم الكامل" من الولاياتالمتحدة. وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن "الرئيس شدد على أهمية التنفيذ السريع للإصلاحات الضرورية لأوكرانيا لجمع البلاد وتطوير إقتصاد قابل للحياة ومناخ جاذب للإستثمارات وتشكيل حكومة مسؤولة تلبي تطلعات وقلق جميع الأوكرانيين". ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، السلطات الأوكرانية إلى استخدام "الوسائل السلمية فقط" لاستعادة السيطرة على شرق البلاد، وأعرب عن "صدمته الشديدة" إزاء استمرار أعمال العنف في مدينة دونتيسك، شرقي أوكرانيا. وفي مؤتمر صحفي فيمقر الأممالمتحدة اليوم، قال المتحدث باسم الأمين العام، استيفان دوجريك، إن "الأمين العام يشعر بالصدمة الشديدة إزاء أحداث العنف الأخيرة في دونتيسك شرق أوكرانيا، حيث خلفت المواجهات عشرات القتلى يوم الإثنين (أمس)". وفي اختبار القوة بين موسكو وكييف، أعلنت روسيا أن زيارة الرئيس الأوكراني الجديد بترو بوروشنكو الذي انتخب الأحد بأكثر من 54 في المئة من الأصوات "غير مطروحة". ولم تشهد دونيتسك، معقل المتمردين مثل هذا المستوى من العنف على الإطلاق. وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر لوكيانتشنكو، إن 38 مقاتلاً من الإنفصاليين والجنود، قتلوا في المعارك. كما قتل مدنيان في مواجهات أسفرت أيضاً عن سقوط 43 جريحاً على الأقل ما زالوا يتلقون العناية في المستشفى. ووفق رئيس البلدية، فإن من بين الجرحى ثمانية مواطنين روس، بعضهم من غروزني وغوديرميس في جمهورية الشيشان الروسية. وقد بدأت المعركة للسيطرة على مطار دونيتسك الإثنين مع تحرك مقاتلات من طراز ميغ-29 وسوخوي-25 وإنزال مظليين في مروحية إلى حرم المطار. واحتدمت المعارك خلال ساعات طوال في حرم هذا الموقع الإستراتيجي، الذي يشكل منفذاً إلى شرق البلاد حيث سيطر الإنفصاليون بدون عنف ليل الأحد الإثنين على مناطقه. وأكد وزير الداخلية الأوكراني أرسيني أفاكوف قبل الظهر "أن المطار بات تحت سيطرتنا الكاملة. وقد تكبد الخصم خسائر كبيرة وليس لدينا خسائر". وعلى طريق المطار، وضع الإنفصاليون جرافة وشاحنات وسط الطريق وكذلك كوماً من الإطارات وعلبة مليئة بقنابل مولوتوف. وأفاد السكان أن ذلك وضع لمنع أي هجوم محتمل للجيش الأوكراني. وعلى مسافة أقل من كيلومترين من المطار، تركت شاحنة تحمل آثار الرصاص ومحروقة على جانب الطريق فيما غطت الأرض عبوات الرصاص الفارغة والدماء وبعض الأشلاء البشرية على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وعلى صعيد آخر، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الثلثاء، أنها فقدت الإتصال مع أحد فرق المراقبين منذ مساء الإثنين في دونيتسك. وأوضحت المنظمة ان المراقبين وهم دنماركي وإستوني وتركي وسويسري اعتقلوا عند حاجز تفتيش قبل أربعين دقيقة من فقدان المنظمة الإتصال بهم. واتهم وزير الخارجية الأوكراني سريعاً الإنفصاليين بالوقوف وراء اختفائهم. إلى ذلك، إحتجز إنفصاليون موالون لروسيا في لوغانسك، صحافيين أوكرانيين إثنين إتهموهما ب"التجسس"، وفق ما أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ومن جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان، إلى "الوقف الفوري لعملية الجيش العقابية" وشدد على ضرورة "بدء حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق" الأوكرانية. كذلك، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن روسيا سحبت "آلالاف" من العسكريين على الحدود الأوكرانية في الأيام الأخيرة وهي تواصل ذلك، لكنها ما زالت "تبقي عشرات آلاف الجنود" في المنطقة. وتزامنت العملية العسكرية في مطار دونيتسك مع إعلان البليونير الموالي للغرب بترو بوروشنكو رسمياً "رئيساً جديداً لأوكرانيا". وأعلن الرئيس المنتخب أنه سيتوجه إلى دونباس الحوض المنجمي في شرق البلاد الذي يعتبر معقل التمرد. وأكد بوروشنكو على النهج الذي يعتزم اتباعه في سياسته نحو الإندماج الأوروبي.