واصلت قوات الحكومة الأوكرانية القتال ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في ضواحي دونيتسك أمس الثلاثاء ، وذلك بعدما تردد أن عشرات الأشخاص قتلوا خلال اشتباكات عنيفة أمس الأول الاثنين . ونقلت وسائل إعلام محلية عن أولكسي دميتراشوفسكي ،المتحدث باسم وزارة الدفاع، القول: "العمليات المناهضة للإرهاب في دونيتسك مستمرة حتى القضاء على جميع الإرهابيين أو تسليمهم أنفسهم". وقال دميتراشوفسكي: إن ما لا يقل عن 200 مسلح انفصالي قتلوا خلال المعارك أمس الأول الاثنين في مطار المدينة . ونفى الانفصاليون سقوط هذا العدد. وكتب بافل جوباريف ،الذي أعلن نفسه "حاكما شعبيا" في دونيتسك، على موقع فيس بوك إن 35 شخصا قتلوا وأصيب 15 آخرون أمس عندما أطلقت قوات الجيش النار على شاحنة كانت تنقل مقاتلين جرحى من المطار إلى مستشفى . واكتفى وزير الداخلية الأوكراني أرسن آفاكوف بالقول إن الانفصاليين تكبدوا خسائر كبيرة وإن قوات الحكومة لم تتكبد أي خسائر. واقتحم مسلحون مجهولون أمس الثلاثاء ملعبا لهوكي الجليد في دونيتسك وأضرموا النار به . وخيمت الاضطرابات على فوز بترو بوروشنكو في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد. من جهة أخرى دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء إلى "الوقف الفوري للعملية العقابية التي يشنها الجيش" الأوكراني في شرق البلاد الذي يشهد معارك عنيفة بين القوات النظامية والمتمردين الموالين للروس. وأكد بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رنزي "ضرورة وقف عملية الجيش العقابية فورا في مناطق جنوب شرق البلاد وفتح حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق" الأوكرانية كما أعلن الكرملين في بيان. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا في وقت سابق أيضا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في أوكرانيا. وقال في مؤتمر صحافي إن "المهمة الأولى والاختبار لحزم سلطات كييف نظرا لنتائج الانتخابات الرئاسية، هو الوقف الفوري لاستخدام الجيش ضد الشعب ووقف كل الأطراف لكل أشكال العنف". وأطلق الجيش الأوكراني الاثنين هجوما على مطار دونيتسك في شرق البلاد الذي استولى عليه متمردون موالون للروس. من جهة أخرى قال لافروف إن زيارة للرئيس الأوكراني الجديد الموالي للغرب بترو بوروشنكو إلى روسيا "ليست على جدول الأعمال". وأضاف إن "مسألة زيارة بوروشنكو إلى روسيا ليست متوقعة ولم يتم النقاش بشأنها في القنوات ادبلوماسية ولا أي قناة أخرى". لكنه أكد أن روسيا ستدعم مثل هذه الزيارة في حال رأت أنها تصب في مصلحة كل الأوكرانيين. وقال "إذا كانت في مصلحة كل الشعب الأوكراني فسيجد أننا شريك جدي وموثوق" منددا في الوقت نفسه بإعلان بوروشنكو فور انتخابه عن مواصلة العملية العسكرية في الشرق. وأضاف لافروف "إذا كانت الحسابات هي سحق المقاومة في جنوب شرق البلاد قبل تنصيب بترو بوروشنكو للتمكن من التوجه إلى دونباس كفائز، فذلك لن يخلق بالتأكيد ظروفا مؤاتية لاستقبال جيد في منطقة دونيتسك". من جهته رفض رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس الثلاثاء مباحثات مباشرة مع روسيا من أجل وضع حد للأزمة التي تهز أوكرانيا دون وسطاء غربيين.