دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس، أمام مئات الآلاف من مؤيديه الذين احتشدوا في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، إلى انتخابات رئاسية مبكرة متهماً المعارضين المطالبين برحيله الفوري بأنهم «عملاء وخونة»، في وقت شهد العديد من المدن اليمنية حشوداً ضخمة للمطالبة بإسقاط النظام في جمعة أطلق عليها شباب الثورة والمعارضون «جمعة وحدة الشعب»، بينما أطلق عليها أنصار الرئيس صالح «جمعة 22 مايو» في إشارة إلى العيد الوطني لمناسبة تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في 22 أيار (مايو) 1990، والذي يصادف غداً الأحد. وتأتي دعوة صالح لانتخابات مبكرة بعد ساعات من إعلان قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» (الحاكم) استعداد الرئيس لتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية غداً بعد اتصالات جرت بين صنعاء والرياض عقب مغادرة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني صنعاء مساء الأربعاء الماضي من دون التوصل الى توقيع الاتفاق الذي يقضي بنقل السلطة سلمياً. وفي إشارة الى استعداد الرئيس صالح للتوقيع عقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعاً برئاسته أمس ل «مناقشة التطورات في البلاد والتداعيات المتصلة بالأزمة الراهنة وبحث السبل الكفيلة بإنجاح الوساطة الخليجية في اليمن». وقال صالح انه يدعو إلى «انتخابات رئاسية مبكرة حقناً للدماء وصوناً للأعراض ليتمكن الشعب اليمني من انتخاب الرئيس الذي يثق به لقيادة اليمن في المرحلة المقبلة وبطريقه ديموقراطية سلسة». وأضاف: «نحن مع الانتخابات والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديموقراطي سيظلون موجودين سواء في السلطة أو خارج السلطة». وتابع: «وفي حال أصبح المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف خارج السلطة فأنهم سيحرصون على ممارسة المعارضة وفقاً للمبادئ الديموقراطية وسيعلمون الأحزاب التي لا تعرف كيف تكون المعارضة كيف تمارس في الأطر الديموقراطية وبطريقة مسؤولة بعيداً من قطع الطرقات أو قطع الألسن ومن دون فوضى أو تخريب أو خيانة أو متاجرة بقضايا الوطن». واعتبر مراقبون للشأن اليمني دعوة صالح «مناورة جديدة»، خصوصاً أنه ساق في خطابه أيضاً سيلاً من الاتهامات لخصومه في المعارضة، مؤكداً أن مؤيديه «الذين صمدوا طوال الأشهر الأربعة المنصرمة أمام الحركة الانقلابية وأمام الخيانة والعمالة سيظلون صامدين أمام كل الصعاب والتحديات». واحتشد مئات الآلاف من المعارضين في شارع الستين، بالقرب من معسكر الفرقة الأولى المدرعة، حيث دعا خطيب الجمعة فؤاد الحميري، أحد قيادات الثورة الشبابية في اليمن، «الأشقاء في دول الخليج الى سحب مبادرتهم ورفع الغطاء عن صالح»، محذراً من أن «إطالة أمد هذه المبادرة التي تحولت إلى مناورة بيد الرئيس بعد أن أدخلت عليها التعديلات المتكررة لمصلحة النظام، قد تتحول إلى مؤامرة على ثورة الشعب اليمني السلمية في إسقاط نظامه الفاسد المستبد». وأضاف الحميري إن «الثورة الشعبية السلمية اليوم أعادت للوحدة اليمنية (في ذكراها الحادية والعشرين) ألقها ووهجها الحقيقي بتلاحم أبناء الشعب (...) تحت هدف واحد، هو إسقاط النظام».