حذر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أنه سيواجه "التحدي بالتحدي" محذرا من أن الشعب والجيش لن يقفا مكتوفي الأيدي أمام المعارضة التي وصف عناصرها ب"قطاعي الطرق". وقال صالح أمام عشرات الآلاف من مناصريه احتشدوا في صنعاء أمس "سيكون شعبنا مضطرا في كل القرى والأحياء وإلى جانب المؤسسة العسكرية البطلة ألا يبقوا مكتوفي الأيدي، سوف يردون الرد الشافي". وأضاف متوجها إلى المعارضة المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك "تعتدون على المؤسسات وتقتلون النفس المحرمة وتعتدون على مبنى الإذاعة ... هذه عناصر التخريب التي تريد أن تتربع على السلطة لتذبح شعبنا اليمني وتقطع الألسنة والرؤوس وتقطع الطرق". وأضاف متوجها إلى المعارضة "كفاكم اللعب بالنار، سوف يضطر شعبنا أن يحمي مؤسساته وقرانا بكل ما أوتي من قوة وسنواجه التحدي بالتحدي". وبالرغم من وصفه أحزاب المعارضة بأنها "أحزاب تخريبية غير وطنية"، قال "ندعوكم مرة أخرى إلى الحوار البناء وتحت أي مظلة وفي أي مكان، حكموا العقل وحكموا المنطق"، مشددا مرة جديدة على أنه "من يريد السلطة فليتجه إلى صناديق الاقتراع". واحتشد المعارضون والموالون للرئيس اليمني بكثافة في صنعاء وباقي المحافظات اليمنية وسط توتر شديد وانتشار أمني غير مسبوق فيما أطلق ائتلاف الشباب المطالب بالتغيير "أسبوع الحسم" لتنحي صالح. وفي شارع الستين، أحد أطول شوارع صنعاء أقام مئات الآلاف من شباب التغيير وأنصار المعارضة صلاة الجمعة في إطار "جمعة الحسم"، حيث تركزت خطبة الجمعة على ضرورة رحيل الرئيس صالح عن السلطة وتسليمها للشعب ومحاكمة القتلة الذين أطلقوا النار على المتظاهرين أمام ساحة مجلس الوزراء في العاصمة، وغير ذلك من المدن. وشدد المعتصمون على ضرورة التصعيد السلمي لإسقاط النظام وإجبار الرئيس على التنحي وعدم الالتفات إلى المبادرات التي تحاول إنقاذه من الملاحقة القضائية والقانونية. وأكد المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان أن المبادرة الخليجية "باتت في حكم الميتة" متوقعا تصعيد "الثورة السلمية" حتى إسقاط النظام ومحاكمة صالح. وقال إن خطاب الرئيس اليمني الذي أكد فيه أن الجيش والشعب لن يقفا "مكتوفي الأيدي" هو "إعلان حرب" لكن المعارضة متمسكة بسلمية تحركاتها. وقال قحطان "المبادرة في حكم الميتة، وقطر أصدرت بالأمس شهادة الوفاة، والشهادة لا تصنع الوفاة بل تبلغ عنها"، في إشارة إلى انسحاب قطر من المبادرة الخليجية. وعن الخطوات المقبلة للمعارضة والشباب المحتجين، قال إنه سيكون هناك "تصعيد للثورة الشعبية السلمية لتصبح عصيانا مدنيا شاملا يؤدي إلى إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس وأعوانه" نافيا التباعد في المرحلة الأخيرة مع الشباب المعتصمين الذين قال إنهم "أبناؤنا وفلذات أكبادنا". كما شهدت مناطق أخرى مسيرات حاشدة تطالب برحيل صالح خاصة في تعز وإب وعدن وصعدة والحديدة. حيث سقط العشرات من الجرحى بعد مواجهات مع قوات الأمن في تعز وإب أثناء تشييع قتيل من أبناء المحافظة سقط في المواجهات الأخيرة بصنعاء. ورحبت الحكومة اليمنية بانسحاب دولة قطر من المبادرة الخليجية، وقال مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني الديموقراطي إنه يرحب بقرار قطر الانسحاب من المبادرة المقدمة من وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية". وبحسب المصدر فإن "اليمن على استعداد للتعامل الإيجابي مع المبادرة".