جوبا (جنوب السودان) - أ ف ب، رويترز - أعلنت الأممالمتحدة أن اشتباكات بالمدفعية اندلعت في منطقة ابيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه أمس، بعد ساعات من اتهام الشمال للجنوب بنصب كمين لقافلة في المنطقة الحدودية. وقال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان قويدر زروق: «سمعنا أصوات تبادل لنيران المدفعية في منطقتي توداش وتاجالي في ابيي لكننا لا نعلم من يقاتل من». وجاءت الاشتباكات بعد تعرض جنود قوة الأممالمتحدة المنتشرة في السودان وجنود في الجيش السوداني لإطلاق نار مساء أول من أمس في أبيي. واعتبر نائب مدير الاستخبارات العسكرية السودانية اللواء صديق عامر أمس أن أبيي أصبحت «منطقة حرب». وقال للصحافيين: «الآن المنطقة منطقة حرب، منطقة حرب بمعنى الكلمة وليست منطقة سياحة وحتى القوات الأممية الموجودة في المنطقة طلبت منا تأمينها». وأوضح الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان أنه «عند الواحدة من صباح الجمعة وعلى بعد 7 كيلومترات شمال مدينة أبيي، قام الجيش الشعبي بنصب كمين لقوات الأممالمتحدة وقواتنا في القوات المشتركة مستخدماً أسلحة ثقيلة». وأضاف أن الهجوم أدى إلى «خسائر كبيرة جاري حصرها حتى الآن وهناك عدد من الجنود مفقودون». وتابع أن القوات المسلحة تعتبر ذلك «عدواناً صريحاً وخرقاً لاتفاق السلام الشامل ضد القوات المسلحة والأممالمتحدة، ولذا تعلن القوات المسلحة أنها تحتفظ بكامل حقها في الرد على هذا العدوان في الزمان والمكان المناسبين». في المقابل، نفى الناطق باسم «الجيش الشعبي» العقيد فيليب اقويرو الهجوم. وقال: «هذا غير صحيح نهائياً، ليس هناك وجود للجيش الشعبي في أبيي والموجود هي الوحدات المشتركة وشرطة أبيي». وأوضح أن «ما حدث أن قوات الجيش السوداني المشاركة في الوحدات المشتركة اثناء انسحابها من أبيي قصفت وحدات الجيش الشعبي الموجودة في الوحدات المشتركة بقذائف ار بي جي». ورأى أن الجيش السوداني «يحضر لاحتلال أبيي ويجهز قوات من الدفاع الشعبي... الآن نقلوا قواتهم شمالاً بعد أن أكملوا تحضيراتهم لاحتلال ابيي». ودانت بعثة الأممالمتحدة في السودان في بيان أمس «الهجوم الذي تعرضت له قافلة تابعة لها في منطقة دوكار»، وهي منطقة خاضعة لسيطرة شرطة جنوب السودان على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة ابيي. وأكد البيان أن «هذا الهجوم هو خرق للاتفاقات الموقعة بين الطرفين كما أنه يمثل جريمة ضد بعثة الأممالمتحدة» التي دعت إلى «التحقيق في الأمر ومعاقبة مرتكبيه». وأوضح أن «الحادث وقع عندما كانت القافلة تنقل 200 فرد من أفراد الجيش السوداني الذين هم ضمن الوحدات المدمجة وكان انتشارهم جزء من تنفيذ اتفاق كادوقلي الذي وقعته الاطراف». وكان الشمال والجنوب وقعا في شباط (فبراير) الماضي اتفاق كادوقلي القاضي بسحب قوات الجيش السوداني من أبيي وكذلك الجيش الجنوبي، على أن تتولى وحدات مشتركة بين الطرفين مسؤولية الأمن في المنطقة. وقرر مجلس الدفاع المشترك بين الجانبين فك الارتباط بين الوحدات المشتركة في أبيي، على ان تنسحب وحدات الشمال إلى شمال أبيي و «الجيش الشعبي» إلى جنوبها.