صمد المنسف الأردني طوال العقود الماضية واستطاع أن يتسيّد المأكولات الأردنية وأن يصبح رمزاً وطنياً، إذ تعد هذه الأكلة جزءاً أصيلاً من ثقافة البلاد وعادات أهلها. ويتميز هذا الطبق عن بقية أنواع الطبخ باستخدام لبن الجميد الذي يصنع من الحليب بعد تحويله إلى لبن رائب، كما يرتبط المنسف ارتباطاً وثيقاً بعادات بادية الشام، إذ يحضر دائماً في المناسبات، من الأفراح والولائم وحتى العزاء. ولطريقة أكله بالأيدي أهمية خاصة في هذه المناطق. هذه الأكلة التي يشتهر بها الأردن ليست الوحيدة، فهناك أكلات يمتاز بها، منها ما دخل مع موجات اللجوء ومنها ما دخل مع الثقافات في المناطق الحدودية للمملكة. كما أن الأكلات تختلف باختلاف طبيعة المنطقة السكنية وأسلوب العيش، فمثلاً تختلف أكلات شمال المملكة ذات الطابع الفلاحي الزراعي والتي تشتهر مثلاً ب «المكمورة» و «أذان الشايب» و»الكعاكيل» عن الأكلات في البادية الأردنية ك «الرشوف» و «المنسف الذي كان يسمى سابقاً المليحي». بيد أن هذا الموروث بدا أنه لم يعد ذا أولوية بالنسبة إلى الشباب والفتيات ممن استطلعت «الحياة» آراءهم، إذ تباينت أراء طلاب جامعات أردنية حول نوعية الأطعمة التي يفضلونها، إلا أنهم أبدوا في مجملهم انحيازاً إلى الوجبات السريعة على حساب الأكلات التقليدية. وتقول الطالبة في «جامعة آل البيت» ملاك محمد (21 سنة) إنها تفضل الوجبات السريعة على الأكل التقليدي (الطبخ) وذلك لأنها تعد الأكل خارج نطاق اهتمامها، فهي تفضل ألا يأخذ الأكل وقتاً طويلاً منها. تشاركها الطالبة لوتس ظيف الله (19 سنة) الرأي أيضاً، وتقول إنها اعتادت على الوجبات السريعة التي ترى أنها لذيذة ولا تستغرق وقتاً طويلاً لتحضيرها. غير أن سماح محمد تختلف مع ملاك ولوتس، فهي تفضل الطبخ على الوجبات السريعة لأنها صحية ولا تحوي سعرات حرارية كبيرة كما هي الحال في الوجبات السريعة. أما أحمد سعيد (23 سنة) فيؤكد أن ما يأكله هو خارج نطاق اهتمامه وأن لا خيارات لديه في الأكل غير أنه لا يفضل أن ينتظر كثيراً حين يريد أن يأكل، ما يعني أنه ينحاز بدوره إلى الوجبات السريعة في الغذاء.