اعتبر رئيس مركز تنمية المنشآت الصغيرة بالغرفة التجارية الصناعية في جدة الدكتور غسان السليمان، أن خلق وظائف جديدة للشباب والفتيات أهم من التركيز على «السعودة»، وأكد في الجلسة الختامية لمنتدى جدة التجاري أمس، أن المنشآت الصغيرة تستحوذ على 82 في المئة من حجم العمالة الموجودة في المملكة. وأكد السليمان أن التحدي الأكبر الذي يواجه السعودية يتمثل في خلق وظائف وقال: «نحن نركز في الوقت الحالي على السعودة، على رغم أنها كمبادرة واستراتيجية سيتم التركيز عليها لسنوات عدة فقط، لكننا في المستقبل لن نستطيع أن نركب موجة السعودة بعد أن تكون غالبية الوظائف تم توطينها، والوسيلة الوحيدة لمحاربة البطالة وتقليص الفقر تتمثل في خلق وظائف جديدة، ودعم المنشآت الصغيرة والناشئة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال». وأشار إلى أن المؤسسات الصغيرة تمثل 93 من إجمالي المنشآت في المملكة، وعلى رغم وجود جهات عدة للتمويل مثل صندوق تنمية الموارد البشرية وصندوق المئوية، إلا أنه ليست هناك جهة متخصصة تتولى تمويل هذا القطاع بشكل أساسي، مع العلم أن الشركات الصغيرة تتميز بنسبة ابتكار أعلى من الكبيرة التي تستحوذ في العادة على التكنولوجيا من الشركات الصغيرة. وعرضت شابة الأعمال رئيس شركة جماري الدولية العقارية شروق جمال السليمان، تجربتها في إنشاء شركة تطوير عقاري للمجمعات السكنية الذكية، والتي تشمل المقاولات العامة والبناء والديكور الداخلي، والحلول الذكية التكنولوجية، والصيانة العامة وإدارة المشاريع، ودراسات الفرص الاستثمارية والجدوى الاقتصادية، والتسويق المحلي والدولي، والخدمات الترفيهية بنظام القيمة المضافة. كما عرضت أربعة مبان سكنية في مجمع واحد تتوسطها خدمات وحديقة معلقة، وتشمل 40 وحدة بمساحات من 156 الى 460 متراً مربعاً، وقالت إن التحدي الأول الذي واجهها هو ترك الوظيفة والتفرغ لإنشاء الشركة بدافع التحرر من قيود الوظيفة، في حين كان التحدي الثاني عندما اتجهت إلى مجال العقار لأنه صعب وحضور المرأة فيه محدود، والتحدي الثالث هو وجود سوق مزدحمة ومنافسة عالية، مشيرة إلى أن الدافع كان تطوير بيئة العمل فكرياً واحترافياً، أما التحدي الرابع فتمثل في الأنظمة والقوانين التي لا تدعم المرأة بهدف مراجعة وتصحيح وتطوير الأنظمة. أما شابة الأعمال لينا آل معينا من مؤسسة جدةالمتحدة الرياضية، فعرضت تجربتها في إنشاء وتكوين فريق «جدة يونايتد» عبر فيلم مرئي شدد على أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة، وتحدثت عن نظرة المجتمع للرياضة النسائية التي كانت تمثل التحدي الأول وقالت: «شن البعض هجوماً عنيفاً علينا ظناً منهم أن ممارسة الرياضة تتعارض مع الدين»، موضحة أن التحدي الثاني لنا تمثل في عدم وجود ملاعب أو بنية أساسية يمكن أن تستوعب نشاط المرأة. واستعرض محمد طه الصافي من شركة الإبداع للخدمات المتخصصة المحدودة فكرة إنشاء مطعم متخصص في تقديم أكلات زمان بأسلوب جديد يقدم أصناف طعام محلية وعالمية وقال: «مررنا بمراحل مهمة عدة تتمثل في اختيار الموقع المناسب واستئجار الموقع وتجهيزه وتصميم الديكور والحصول على رخصة الدفاع المدني، ورخصة البلدية، واستخراج التأشيرات من وزارة العمل، وتوظيف العمالة واستقدامها، وتدريب العمالة وبدء النشاط، وكانت أهم المعوقات والإجراءات والأنظمة الحكومية التي واجهناها عدم وجود تنسيق بين الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة، وعدم إلمام بعض موظفي القطاعات الحكومية بالإجراءات والأنظمة المتبعة المعمول بها وغياب المعايير». وأضاف ان التحديات المالية تمثلت في عدم القدرة على الاستفادة من وسائل الدعم المتاحة بشكل سهل مثل «برنامج كفالة» وعدم ثقة البنوك التجارية بمثل هذه المشاريع.