حذر وزير العمل الإيراني علي ربيعي أمس، من «تسونامي» البطالة في بلاده، خصوصاً لدى الشباب، فيما اتهم رئيس غرفة التجارة في طهران يحيي آل إسحق أفراداً باستغلال العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، وجمع أكثر من 25 بليون دولار. وأفاد مركز الإحصاء الإيراني بأن معدل البطالة لدى الشباب (بين 15و24 عاما) «بلغ 24 في المئة»، وقال ربيعي: «1.1 مليون من خريجي الجامعات يدخلون سوق العمل الآن، لن يجدوا فرصة، إضافة إلى 4.5 مليون طالب جامعي سيتخرّجون قريباً. علينا التحرّك سريعاً، وإلا سيواجه سوق العمل تسونامي من 5.6 مليون متعلّم باحثين عن عملٍ». في غضون ذلك، أعلن قاسم جعفري، الناطق باسم لجنة التعليم والبحث في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن المجلس يحقّق في لائحة تضمّ 3000 طالب نالوا منحاً تعليمية خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، على رغم أنهم ليسوا مؤهلين لها. وكان النائب الإيراني غلام علي جعفر زاده، عضو لجنة التحقيقات في البرلمان، حذر من أن كشف حجم الفساد خلال عهد نجاد قد يؤذي البلاد ويقوّض ثقة الشعب بالمؤسسات. وزاد: «الفساد ضخم جداً إلى درجة أننا خائفون من أن كشفه قد يسبّب صدمة اجتماعية وللنظام». وأسِف لأن حكومة نجاد التي «ادعت أنها طاهرة، شهدت تزويراً ضخماً جداً». واستهجن كون أحد أسوأ مكامن الفساد موجوداً في «مؤسسة الشهيد»، متسائلاً: «كيف يمكن بعضهم في الحكومة الاستفادة، بإدراك كامل، من عائلات الشهداء والمحاربين القدامى؟»، ولفت إلى أن مسؤولين في حكومة نجاد ما زالوا ناشطين في مؤسسات تخضع لتحقيق، مشيراً إلى أن بعضهم «منعوا لجنة التحقيقات من القيام بعملها»، أو تسبّبوا في «حرفه» عن مساره. في السياق ذاته، قال يحيي آل إسحق إن «العقوبات رفعت كثيراً كلفة المعيشة بالنسبة إلى الشعب الإيراني»، لافتاً إلى أن «أفراداً استغلوا هذه العقوبات، جمعوا أكثر من 25 بليون دولار». وتابع: «لدى بعض (الإيرانيين)، داخل البلاد وخارجها، مصالح مرتبطة بفشل المفاوضات النووية، ويستغلون العقوبات لمصلحتهم. لكن القلقين في شأن المفاوضات، يدركون أن وقتهم انتهى، وعلى رغم بعض المشكلات ستنجح المحادثات في نهاية الأمر». إلى ذلك، أوردت صحيفة «كيهان» المتشددة، أن محكمة رجال الدين استدعت علي يونسي، مستشار الرئيس حسن روحاني لشؤون الأقليات العرقية والدينية، بسبب «تصريحاته الغريبة والفاضحة». وكان يونسي وصف انتخابات الرئاسة عام 2009 بأنها «جرح عميق في المجتمع»، وأيّد تدريس اللغات المحلية في مدارس المحافظات. وانتقد رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي حضّ روحاني المؤسسات الحكومية على «الامتناع عن التدخل كثيراً في حياة الناس الذين لا يمكن ترهيبهم بالسياط لدخول الجنّة، بل يختارون طريقهم بنفسهم إلى السماء».