رصدت وكالة الطاقة الدولية «تحسّن أسواق النفط العالمية بسرعة مع انخفاض الإمدادات من فنزويلا، التي سجلت أكبر هبوط غير مخطط له في الإنتاج خلال 2017»، متوقعة أن «تسجل تراجعاً إضافياً هذه السنة». وأفادت بأن «تعافي أسعار النفط وانخفاض مخزون الخام العالمي تلقيا دعماً من النمو القوي في الطلب العالمي خلال عام 2017، لكن ذلك النمو سيتباطأ هذه السنة». ولم تعدّل تقديراتها لنمو الطلب على النفط لهذه السنة، وأبقتها على 1.3 مليون برميل يومياً انخفاضاً من 1.6 مليون برميل يومياً العام الماضي». ويُعزى ذلك إلى أسباب في مقدمها «أثر ارتفاع أسعار النفط العالمية وتغير أنماط استهلاك الخام في الصين». وتسبّبت الديون والمشكلات المتعلقة بالبنية التحتية بتقلص إنتاج فنزويلا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى 1.61 مليون برميل يومياً، وهو مستوى يقترب من الأدنى في 30 عاماً. وساعد ذلك أسعار النفط على تخطيها مستوى 70 دولاراً للبرميل مطلع هذا الشهر، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات. وفي الأسواق، هبطت أسعار النفط بنسبة تزيد على واحد في المئة أمس، بعدما بدد تعافي إنتاج الولاياتالمتحدة أثر استمرار انخفاض مخزون الخام، متجاوزاً ذلك الأثر. وبلغ خام القياس العالمي مزيج «برنت» 68.65 دولار للبرميل بانخفاض 66 سنتاً أو 0.95 في المئة، عن سعر التسوية السابقة. وسجلت العقود الاثنين الماضي، أعلى مستوياتها منذ كانون الأول 2014 عند 70.37 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 63.23 دولار للبرميل 72 سنتاً أو 1.1 في المئة، مقارنة بسعر التسوية السابقة. وكان بلغ مستوى الذروة المسجل في كانون الأول 2014 عند 64.89 دولار للبرميل الثلثاء الماضي. وعزا تجار تدني الأسعار إلى «تعافي إنتاج الخام في الولاياتالمتحدة بعد هبوط سجله أخيراً، فضلاً عن تقلّص متوقع في الطلب». وأشارت بيانات من إدارة معلومات الطاقة، إلى أن إنتاج الخام الأميركي «بلغ 9.75 مليون برميل يومياً في 12 كانون الثاني (يناير) الجاري، وكان الإنتاج هبط إلى 9.49 مليون برميل يومياً في بداية العام، لأسباب أبرزها موجة الطقس السيء التي أدت إلى توقف بعض الإمدادات». وتوقع المحللون أن «يتخطى حجم إنتاج الولاياتالمتحدة حاجز 10 ملايين برميل يومياً قريباً». واعتبرت الوكالة التي تنسق سياسات الطاقة في الدول الصناعية في تقريرها الشهري، أن «القلق يتزايد حول إنتاج فنزويلا، ويُحتمل أن يكون انخفاضه أكبر هذه السنة، نتيجة ديونها وتدهور شبكة النفط». ولم تغفل أن «العقوبات المالية الأميركية تجعل أيضاً تشغيل قطاع النفط الفنزويلي أكثر صعوبة». ونتيجة تدني إمدادات فنزويلا، لفتت إلى «هبوط إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من الخام الشهر الماضي، إلى 32.23 مليون برميل يومياً، ما عزز مستوى امتثال المنظمة باتفاق خفض الإمدادات ليسجل 129 في المئة». ورأت أن «الأسواق ستتوازن هذه السنة، في حال أبقت المنظمة وحلفاؤها من خارج المنظمة على مستوى امتثال جيد باتفاق الإنتاج». ولاحظت أن أسواق النفط الخام العالمية «سجلت تحسناً استثنائياً في الربع الأخير من العام الماضي»، راصدة «تقلّصاً قدره مليون برميل يومياً خلال تلك الفترة، بفعل تراجع المخزون في الدول الصناعية والصين». ولم تستبعد الوكالة أن «تستمر أسعار النفط في مواجهة ضغوط بفعل الزيادة الضخمة في إنتاج الولاياتالمتحدة». وسيدفع نمو الإمدادات الأميركية إنتاج البلاد إلى تخطي 10 ملايين برميل يومياً، لتتجاوز إنتاج السعودية وروسيا المنافِسة». وإلى جانب الزيادات في إنتاج كندا والبرازيل، «سيدفع ذلك الإمدادات من خارج «أوبك» إلى الارتفاع 1.7 مليون برميل يومياً هذه السنة، في مقابل زيادة 0.7 مليون برميل يومياً العام الماضي». وستنتج الدول غير الأعضاء في «أوبك» «ما يقل في شكل طفيف عن 60 مليون برميل يومياً هذه السنة». واعتبرت أن «النمو الضخم في الولاياتالمتحدة والزيادات الكبيرة في كندا والبرازيل، ستفوق بكثير الانخفاضات الحادة المحتملة في فنزويلا والمكسيك». وذكرت الوكالة، أن حصة المنتجات النفطية المكررة من الصادرات السعودية «زادت في شكل مطرد العام الماضي، لتبدد أثر انخفاض مبيعات المملكة من النفط الخام في الأسواق الخارجية، مع امتثالها للاتفاق العالمي المتصل لكن ازدادت صادرات المملكة من المنتجات النفطية المكررة، مثل الديزل والبنزين ووقود الطائرات 155 ألف برميل يومياً من مستواها قبل سنة، لتبلغ صادرات المنتجات «السائلة» 8.5 مليون برميل يومياً في تشرين الأول. في روسيا، أعلن نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية، أن قراراً في شأن خفوضات إنتاج النفط العالمية «قد يُتخذ نهاية الربيع المقبل أو مطلع الصيف، حالما يتضح مدى استدامة الاتجاه الحالي في أسواق الخام». وستراجع «أوبك» ما يحققه الاتفاق من تقدم خلال اجتماعها الدوري المقبل في حزيران (يونيو). وأوضح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن «مسألة كيفية تحقيق خروج سلس من اتفاق خفض الإنتاج، ستخضع للمناقشة الأسبوع المقبل». ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن دفوركوفيتش توقعه أن «أسعار النفط ستنخفض مجدداً، بعدما بلغت أعلى مستوياتها منذ كانون الأول 2014 في وقت سابق من هذا الأسبوع عند 70.37 دولار للبرميل».