أبرمت شركة أرامكو السعودية اتفاقاً مع شركتين عالميتين لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية بالتكسير الحراري، إذ تم توقيع الاتفاق بين شركة أرامكو السعودية للتقنيات المملوكة بالكامل ل«أرامكو السعودية»، وشركتي «سي بي أند آي»، الرائدة في ابتكار التقنيات وتوفير حاجات البُنى الأساسية في قطاع الطاقة بالولاياتالمتحدة، وشيفرون لوماس غلوبال «سي إل جي»، وهي مشروع مشترك بين شركتي «سي بي آند آي» و«شيفرون الولاياتالمتحدة»، وتتمتع بمستوى ريادي في منح تراخيص تقنيات المعالجة. ونجح مركز البحوث والتطوير في «أرامكو السعودية» في تكريس جهوده خلال السنوات القليلة الماضية، عبر تحقيق عددٍ من براءات الاختراع لابتكار هذه التقنية المتطورة من أجل تعزيز إنتاج الكيماويات بكميات أكبر عن ذي قبل. وتسهم هذه التقنية المبتكرة، التي تعتبر قفزة علمية في التخلّي عن خطوات التكرير التقليدية عبر استخدام عملية تحويل مباشر خاصة بأعمالها. كما أنها تمثّل طفرة تقنية كبيرة تعزِّز تنفيذ مشاريع «أرامكو السعودية» التقليدية لتحويل النفط الخام إلى كيماويات. وتؤدي كلا الطريقتين المبتكرة والتقليدية إلى زيادة إنتاج الشركة من الكيماويات، ودفع عجلة النمو في قطاع الكيماويات بالشركة. وأوضح رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر أن شركة أرامكو السعودية تسعى من خلال علمائها وباحثيها في منظومة مراكز البحوث والتطوير في المملكة وحول العالم بالتعاون مع المهندسين العاملين في المعامل، وفي قطاعات الشركة المختلفة، إلى تحقيق ابتكارات علمية وصناعية وتقنية لم يسبقها إليها أحد على مستوى العالم، وتكون في خدمة أهدافها الاستراتيجية لاستثمار الثروة الهيدروكربونية في المملكة بالمستوى الأمثل. ولفت إلى أن اتفاق التطوير المشترك، الذي توقعها «أرامكو السعودية»، هو اتفاق تقني في المقام الأول، ويهدف إلى تمكين الشركة من زيادة قيمة كل برميل تنتجه من النفط الخام في المستقبل بحيث لا تكون سوق النفط الرئيسة في قطاع النقل فقط بل أيضاً في قطاع المواد. واعتبر الاتفاق مهم لشركة أرامكو السعودية للاضطلاع بدور جوهري في تعزيز متانة الاقتصاد السعودي وتنويع روافد الدخل به، وخلق فرص عمل عالية القيمة للشباب السعودي تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030. إلى ذلك، قال كبير الإداريين التقنيين في «أرامكو السعودية» أحمد الخويطر: «نسعد بالتعاون مع هؤلاء الشركاء في سبيل تحقيق الإمكانات الهائلة، التي تنطوي عليها هذه التقنية الفريدة». مضيفاً: «هذه الشراكة ستساعدنا على تسخير مواطن القوة، التي تتمتع بها الشركات الثلاث لتعزيز هذه التقنية، وتنفيذها بشكل آمن خلال فترة وجيزة، بل وستؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المملكة العربية السعودية في طليعة الدول المنتجة للنفط الخام والمنتجات النفطية على مستوى العالم». وأوضح الخويطر أن هذه الشراكة ستعزز أيضاً جهود المملكة الرامية إلى تنويع المنتجات الصناعية، وخلق فرص العمل، وتحقيق الريادة في مجال التقنيات عبر الصناعات التحويلية لإنتاج الكيماويات. وقال رئيس شركة «سي بي آند آي» وكبير إدارييها التنفيذيين، باتريك كيه مولين: «إنه لشرف لنا أن نتعاون مع أرامكو السعودية في تطوير تقنية أكثر تنافسية لتحويل النفط الخام إلى كيماويات». وأضاف مولين: «هذا في الحقيقة تكامل فريد للعمليات التقنيَّة المتطورة لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية عالية القيمة، وليس أفضل من هذه الشراكة الثلاثية لتحقيق هذه الغاية». من جهته، قال العضو المنتدب في شركة شيفرون لوميناس غلوبال، ليون دو بروين: «ستتحد تقنيات المعالجة الهيدروجينية التي تجلبها شركتنا (سي إل جي) مع تقنية تكسير الإيثيلين التي تجلبها شركة (سي بي آند آي) وتقنية (أرامكو السعودية) لتحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري، لتمثل جميعها أساساً قوياً للتطوير المشترك الذي يثمر عنه هذه الاتفاق».