أقل ما يمكن وصفه عن دور ال16 من النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا، بأنها تحمل رسائل دعائية وتسويقية للبلدان التي ستلعب أنديتها فيه. لعل المتابع للبطولة الأقوى في آسيا في النسخ الثلاث الماضية، يدرك تماماً استحقاق الأندية لبطاقات التأهل، تحديداً أتحدث عندما طبق نظام الاحتراف في البطولة منذ نسخة 2009، يكفي بأن النسختين الماضيتين أكدتا ذلك بجانب النسخة الحالية. معطيات «النسخ الاحترافية» تثبت أن الأندية اليابانية والكورية الجنوبية والسعودية والايرانية الأقوى في الساحة الآسيوية، اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية تأهلت ب10 فرق، وإيران تأهلت ب6 فرق وأوزباكستان ب5 فرق، وبغض النظر عن تكرار الاسماء في دور ال16، فهذا لا يلغي تفوق هذه الأندية، وبغض النظر عن مستوى الدوري، فلا يمكن قياس قوة دوري في بلد إلا بالمشاركة الخارجية فقط. هذه «دعاية كرة قدم» تقدمها الاندية عن كرة بلادها، أعتقد أنها أفضل وأجمل دعاية كروية تقدم بدلاً من التعاقدات مع النجوم والمدربين والمباريات الدولية التي تجمع منتخبات العالم والمؤتمرات العالمية، و»البروبغاندا» الإعلامية، فهي تعكس الصورة الحقيقية لكرة القدم في البلد من دون رتوش ومساحيق التجميل! ما أجمل الدعاية الكروية عندما تجعل اسم البلد يرن في وسائل الاعلام العالمية... بالأمس قرأت خبراً في الموقع الالكتروني ل(CNN) باللغة الإنكليزية، وهو خروج حامل لقب البطولة الأفريقية مازيمبي الكنغولي. أعلى منه بقليل خبر «اتهام رسمي لمدير صندق النقد بمحاولة اغتصاب» بالتأكيد كل من همه خبر الاغتصاب، شاهد عنوان خروج مازيمبي من بطولة أفريقيا! الكنغوليون لم يدفعوا درهماً من أجل هذه الدعاية المتواصلة في وسائل الاعلام العالمية، قد يكونوا زودوها بمعلومات عن ناديهم القابع جنوب البلد في مدينة لوبومباشي، وكيف استطاعوا تحقيق انجازاتهم بفضل لاعبيهم المحليين مع فردين من الاجانب... هم بالاساس ليسوا بأجانب! نحن في آسيا أمام أكثر من «دعاية كرة قدم» تستطيع فرق آسيا تقديمها للعالم، «ديربي أوساكا» سيجمع قطبي المدينة، غامبا أوساكا وسيريزو أوساكا، المباراة المرتقبة بين ركني الكرة السعودية، اتحاد جدة والهلال، لدينا فريقان من مدينة آصفهان استطاعا اثبات أن فرق العاصمة طهران ليست أفضل منهم. يتعين على هذه الفرق أن تدرك بأن نتيجة المباراة تتعدى فوز أحدهم على الآخر، بل هي دعاية لكرة القدم في بلدانها وسيتابعها الكثيرون حول العالم، وأعتقد أنهم يعلمون كيف يجعلونها دعاية إيجابية. أخيراً... شدني عنوان في صحيفة (الغلف نيوز) الإماراتية «أندية اليابان والسعودية تسرق الأضواء» لكنني توقفت عند الجملة الأولى ولم أكمل. في الوقت الذي فشلت فيها أندية الإمارات الأربعة من بلوغ دور ال16... هذه دعاية أيضاً. [email protected]