باتت منطقة الشرق الأوسط على مشارف أن تصبح منتجاً وموزعاً عالمياً لكريات خام الحديد، بعدما أعلنت فالي البرازيلية، الناشطة في 38 بلداً، بدء مرحلة الإنتاج الأولى في مجمّعها الصناعي بمنطقة صُحار الصناعية في عُمان. وسيساهم المشروع في سدّ حاجات الطلب المتزايد للصلب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند. ويتألف المجمّع المقدرة قيمته ب1.356 بليون دولار من مصنع ذات وحدتين لتكوير خام الحديد عبر الاختزال المباشر بطاقة استيعابية سنوية تصل إلى 4.5 مليون طن متري لكلّ منهما، ومركز توزيع تصل طاقته الاستيعابية السنوية إلى 40 مليون طن متري، إضافة إلى محطة التخزين والمناولة. وكانت فالي أعلنت في أيار (مايو) 2010 عن شراكتها الاستراتيجية مع الحكومة العمانية ببيع 30 في المئة من أسهمها في مصنع تكوير خام الحديد لشركة النفط العمانية. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة فالي روجر أجنلي أن الشركة اختارت عُمان «لتنفيذ عملياتنا نظراً إلى موقع صحار الاستراتيجي خارج مضيق هرمز، وتمتعها بإطلالة على مفترق طرق تجارية بحرية مهمة تتميز بعمق مياهها، فضلاً عن توفّر مقوّمات البنى التحتية الضرورية المختلفة في ميناء صُحار الصناعي، وتشمل الشبكات اللوجستية الرائدة، ومزوّدات الطاقة المجهّزة بالتكنولوجيا المتقدّمة، إلى المرافق والخدمات العالمية المستوى». وستساهم سياسة التنوّع الاقتصادي التي وضعتها الحكومة العمانية في بناء قاعدة تنافسية متينة لإنتاج الصلب، ستقلّص الهوّة بين العرض والطلب في المنطقة المقدر حجمها ب30 مليون طن متري. كما سيعزز المشروع استيعاب مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند عبر إنشاء إطار تشغيلي مباشر. وبذلك، تحافظ فالي على صعودها في السوق لتكون المستثمر الأكبر عالمياً في مجال التعدين، وذلك في ظل منهج تنبثق من جوهره رؤية أنه لا مستقبل من دون التعدين، ولا للتعدين وجود من دون التطلع نحو المستقبل. وتعمد فالي منذ بدايتها إلى تبنّي استراتيجية ترمي الى إنشاء بنية تحتية صناعية قادرة على المساهمة في دفع عجلة التقدّم الاقتصادي في شكل فاعل. ومن هذا المنطلق، أرست الشركة عقداً مع ميناء صُحار الصناعي لبناء مرسى صناعي خصيصاً للشركة بطول 1.5 كيلومتر، وسيشغّل قريباً. كما أبرمت شراكة استراتيجية طويلة المدى مع الشركة العمانية للنقل البحري لبناء أربع ناقلات ضخمة لنقل الحديد الخام من البرازيل، وتعدّ الأكبر من نوعها حول العالم نظراً إلى سعتها التحميلية التي تبلغ 400 ألف طن. واستثمرت فالي 11.3 مليون دولار لمتطلبات برامج التوظيف والتدريب التخصصية، في رؤية مستقبلية لإيجاد 720 وظيفة مباشرة و1800 وظيفة غير مباشرة. وتعدّ المكتسبات البيئية محطّ اهتمام ومصدر عناية كبيرة بالنسبة إلى فالي، نظراً إلى أنها جزء لا يتجزأ من عملياتها. وتسعى دائماً إلى إحداث توازن محلي بين الحماية البيئية والتنمية الاقتصادية. وفي سبيل تعزيز أقصى المعايير المقلّلة لتلوّث البيئة، اتخذت الشركة مجموعة من التدابير لإدارتها والتحكّم بالمخاطر المحدقة بها، فضلاً عن دعم الأبحاث حول التقنيّات الجديدة لتحقيق ذلك. واستثمرت فالي في عُمان 40 مليون دولار لاعتماد أحدث التقنيات الصديقة للبيئة، ومنها نظام متطور لإعادة تدوير المياه المستخدمة بنسبة 100 في المئة، ونصبت سياجاً طوله 3150 متراً حول منشآت الشركة للسيطرة على انبعاثات الغبار. كما تبذل جهوداً لضمان أقصى معدلات الجودة وتعزيز كفاءة المُخرجات، مستخدمة تقنية «كيلن» المزوّدة بأفران ومواقد ضخمة، في سبيل المحافظة على الكثافة العالية للكريات وصقلها وعدم تآكلها. كما أبرمت فالي خلال العام المنصرم شراكات مع خبراء وباحثين، ومختلف مؤسسات المجتمع والجهات الحكومية، لإجراء دراسة اجتماعية اقتصادية شاملة حول متطلّبات تحقيق التنمية المستدامة في منطقة الباطنة، وفي ولايات صُحار ولوى وشناص خصوصاً. وتعزز أيضاً التواصل المستدام مع المجتمع المحلي في مجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والثقافة والتنمية.