إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - طالب البرلمان الباكستاني أمس، بوقف الغارات التي تشنها طائرات اميركية بلا طيار على مقاتلي تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» في باكستان، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عملية الكوماندوس الأميركية لقتل زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في الثاني من الشهر الجاري. وأكد البرلمان بعد عشر ساعات من النقاش والاستماع الى شهادات لقادة ومسؤولين في الجيش والاستخبارات ان الغارات الأميركية «يجب ان تتوقف لأنها غير مقبولة، وإذا لم يحصل ذلك فستضطر الحكومة الى البحث عن الاجراءات اللازمة، وبينها سحب تراخيص العبور الممنوحة للحلف الاطلسي (ناتو) الى افغانستان»، والتي يمر منها الجزء الأكبر من الامدادات. وسبق ذلك بساعات أطلاق طائرة أميركية بلا طيار صواريخ على سيارة في اقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أربعة متشددين، علماً ان إسلام آباد تعارض رسمياً الهجمات بطائرات بلا طيار «لأنها تنتهك سيادتها وتؤجج الغضب العام»، أما المسؤولون الأميركيون فيقولون انهم متفقون مع الباكستانيين على تنفيذها. وكان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني صرح هذا الاسبوع بأن «إكساب الغارات الاميركية فاعلية اكبر يحتم وضعها تحت اشراف بلاده»، علماً انها اسفرت عن سقوط اكثر من 670 قتيلاً بينهم عدد غير محدد من المدنيين العام الماضي. كما دعا البرلمان الحكومة الى اتخاذ الاجراءات الضرورية لضمان عدم تكرار حادث مماثل لتصفية زعيم «القاعدة» والذي «نفذ من جانب واحد في داخل البلاد وانتهك سيادة باكستان». وكشف النائب رياض فتياني ان مدير الاستخبارات اللواء أحمد شجاعة باشا ابلغ البرلمان خلال جلسة مغلقة استعداده للاستقالة بسبب قضية بن لادن التي أحرجت بلاده، وأثارت شكوكاً بأن قوات الأمن علمت بمكان اختبائه، وتنفي إسلام آباد ذلك، فيما لم تتهم الادارة الأميركية باكستان بالتواطؤ في اخفاء بن لادن، لكنها رجحت امتلاكه شبكة دعم داخلية. جاء ذلك غداة تبني «طالبان باكستان» الاعتداء المزدوج الذي أسفر عن مقتل 89 شخصاً غالبيتهم من مجندي قوات حرس الحدود وجرح 140 آخرين بينهم 40 في حال الخطر، في اول هجوم انتحاري كبير شنته الحركة للانتقام من مقتل بن لادن في بلدة تشارسادا قرب مدينة بيشاور القبلية، علماً انها توعدت ان تستهدف الحكومة والقوات الامنية التي تتهمها بالتواطؤ في العملية الاميركية. ودانت الولاياتالمتحدة «الاعتداء الحاقد» على مركز تدريب قوات حرس الحدود في تشارسادا، مشددة على اهمية استمرار التعاون مع باكستان من اجل «تفكيك القاعدة وتوابعها». وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: «كل ما يفعله هذا الاعتداء الحاقد هو تأكيد التهديد الذي يشكله هذا النوع من المنظمات المتطرفة على باكستان، وعلى أهمية ان نستمر في العمل مع باكستان للإنتصار على القاعدة وتفكيكها مع باقي الجماعات التابعة لها». وايضاً، اكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه لباكستان إثر الاعتداء الانتحاري المزدوج في منطقة القبائل. وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة في بيان ان «الاممالمتحدة تقف الى جانب باكستان في جهودها لمكافحة الارهاب، والذي لا يزال يحصد ارواح مواطنين كثيرين».