تبنى البرلمان الباكستاني بالإجماع قرارا يدعو الحكومة إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في العملية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أبوت آباد، ويطالب بوقف الغارات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار على الأراضي الباكستانية. وبعد عشر ساعات من النقاش صوت البرلمان لصالح قرار يعتبر غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار «غير مقبولة». كما صدق النواب بالإجماع على قرار يدعو لحرمان قوافل الإمداد التي تزود قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان المجاورة بالمؤن والعتاد والوقود من حق المرور في الأراضي الباكستانية ما لم يكف الأمريكيون عن تنفيذ غاراتهم الصاروخية باستخدام طائرات بدون طيار على أهداف داخل باكستان. وشدد القرار على أن التحركات أحادية الجانب ليست مرفوضة وحسب بل تشكل انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي والمعايير الإنسانية، ولا بد أن تتوقف مثل هذه الغارات الجوية بطائرات من دون طيار، وعدم حصول ذلك سيجبر الحكومة على اتخاذ خطوات ضرورية من بينها وقف حركة الترانزيت المتاحة لقوات الناتو وإيساف. وشدد القرار على أن التحركات الأحادية لا تدعم القضية العالمية بالتخلص من «الإرهاب»، مضيفا أن «الشعب الباكستاني لن يتحمل بعد الآن مثل هذه الأعمال»، وكرر أن مثل هذه الأعمال تترك عواقب كبيرة على سلام وأمن المنطقة والعالم. وكرر البرلمان تصميم حكومة وشعب باكستان على صيانة سيادة باكستان وأمنها القومي، مهما كانت التكلفة.من جهة ثانية، أعرب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي مايك روجرز عن اعتقاده بأن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري موجود في باكستان، معتبرا أن كلمة «حليف» قد تكون قوية جدا لوصف بلد تبين أن بن لادن كان موجودا فيه. وقال روجرز في مقابلة ضمن برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي أس» الأمريكية يعرض اليوم الأحد ونشرت مقتطفات منه أمس أن الولاياتالمتحدة علمت منذ سنوات أن قادة طالبان يعيشون في باكستان. وأضاف أن الولاياتالمتحدة «علمت بأن الجيش الباكستاني لا يتحرك بشدة هناك»، وإنما اعتقلت مئات «الإرهابيين» في مناطق مختلفة من باكستان.