استنكر البرلمان الباكستاني اليوم السبت الغارة التي شنَّتها الولاياتالمتحدة للبحث عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وقتله، داعياً إلى مراجعة العلاقات الأمريكية، ومحذِّراً من أن باكستان قد تقطع خطوط الإمداد إلى القوات الأمريكية في أفغانستان إذا شنَّت المزيد من مثل هذه الهجمات. ونقل عن مدير المخابرات الباكستانية قوله: إنه مستعد للاستقالة؛ بسبب قضية ابن لادن التي أحرجت بلاده، وأدّت إلى إثارة شكوك بأن قوات الأمن الباكستانية كانت على علم بمكان اختبائه. وهاجم انتحاريان أمس الجمعة أكاديمية عسكرية في بلدة بشمال غرب البلاد ما أسفر عن سقوط 80 قتيلاً، فيما قال متشدّدون من حركة طالبان الباكستانية: إنه أول عمل ثأري لمقتل ابن لادن في الثاني من مايو أيار. ووترت الغارة التي شنتها القوات الخاصة الأمريكية على مقر إقامة ابن لادن في بلدة أبوت أباد الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شمالي إسلام أباد العلاقات الشائكة بالفعل مع الولاياتالمتحدة. وأدَّت إلى انتقادات بالداخل للحكومة والجيش جزئياً؛ لأن ابن لادن ظلّ في باكستان لأعوام دون أن يعثرا عليه، وأيضاً لفشلهما في رصد أو منع العملية الأمريكية. وقال البرلمان في قرار صدر بعد أن قدم قادة في الجيش والمخابرات إفادة في جلسة مغلقة للبرلمان: "يدين البرلمان العملية التي شنَّت من جانب واحد في أبوت أباد والتي تمثّل انتهاكاً لسيادة باكستان." ورفضت باكستان أية إيحاءات بأن السلطات كانت تعلم مكان اختباء ابن لادن في المجمع القريب من أكاديمية عسكرية كبيرة في البلاد. ولم تتهم الإدارة الأمريكيةباكستان بالتواطؤ في إخفاء ابن لادن، إلا أنها قالت: "إن من المؤكّد أنه كان يتمتع بشبكة دعم ما مشيرة إلى أنها تريد الكشف عنها". وقال أعضاء البرلمان بمجلسيه: إن الحكومة عليها مراجعة علاقاتها مع الولاياتالمتحدة لحماية مصالحها القومية، ودعوا أيضاً إلى نهاية للهجمات الأمريكية على متشدّدين بالطائرات الأمريكية بلا طيار. وتعارض باكستان رسمياً الهجمات بطائرات بلا طيار قائلة: إنها تنتهك سيادتها وتؤجّج الغضب العام رغم أن مسؤولين أمريكيين يقولون: إنهم ينفّذونها بالاتفاق بين البلدين. وقال أعضاء البرلمان: إن "التصرفات الفردية" من جانب الولاياتالمتحدة مثل الغارة على مجمع بن لادن في أبوت أباد والهجمات بطائرات بلا طيار "غير مقبولة"، مشدّدين على ضرورة أن تدرس الحكومة قطع خطوط الإمداد الأمريكية الحيوية لقواتها في أفغانستان إذا لم توقف واشنطن مثل هذه التصرّفات. وقبل ذلك بساعات أطلقت طائرة أمريكية بلا طيار صواريخ على مركبة في وزيرستان الشمالية على الحدود مع أفغانستان ما أسفر عن مقتل أربعة متشددين، حيث يعد الهجوم الرابع بطائرة بلا طيار منذ مقتل ابن لادن. وأفادت الشرطة في بلدة تشارسادا أنها عثرت على أشلاء من جثتي الانتحاريين اللذين هاجما أكاديمية قوات الأمن في البلدة أمس الجمعة أثناء استعداد مجندين للخروج في عطلة مضيفة أنه سيجري فحص هذه الأشلاء. وصرَّح متحدّث باسم حركة طالبان يوم الجمعة بأن الهجوم يأتي للثأر لمقتل ابن لادن وتوعّد بالمزيد من الهجمات، فيما ذكر أحد أعضاء البرلمان أن اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا رئيس المخابرات قال للبرلمان في جلسة مغلقة: إنه "مستعد للاستقالة"؛ بسبب قضية ابن لادن. وتابع البرلماني رياض فتيانا للصحفيين أن باشا صرَّح بأنه لا يريد أن يبقى في منصبه إذا اعتبره البرلمان مسؤولاً. ويقول مسؤولون باكستانيون: إن هناك تراجعاً في الثقة مع الولاياتالمتحدة. وفي إشارة إلى توتر العلاقات، ألغى رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية الجنرال خالد شميم وين زيارة مدتها خمسة أيام للولايات المتحدة كان من المقرر أن تبدأ في 22 مايو ايار.