قال صحافي في «بلومبرغ» على «تويتر» إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيمدد تخفيف العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الولاياتالمتحدة وقوى عالمية في العام 2015. وأمام ترامب مهلة تنقضي اليوم (الجمعة) لاتخاذ قرار في شأن العقوبات. وكان ترامب تعهد إلغاء الاتفاق النووي. ويعني اتخاذ الرئيس الأميركي قراراً بوقف تخفيف العقوبات إنهاء الاتفاق الذي يفرض قيوداً على برنامج إيران النووي في مقابل تخفيف العقوبات الغربية عن كاهلها. وقال مسؤول أميركي يوم الأربعاء إنه «إذا قرر ترامب إعفاء إيران من العقوبات فسيصاحب التحرك على الأرجح عقوبات جديدة تستهدف أعمالاً وأفراداً إيرانيين». وأشار الصحافي في بلومبرج أمس إلى أن البيت الأبيض سيعلن قرار ترامب اليوم الجمعة. واجتمع ترامب أمس بمستشاريه الرئيسيين للأمن القومي، لاتخاذ قراره في شأن ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات الاقتصادية على ايران. وتم تعليق العقوبات الاقتصادية بعد قيام إيران خصوصاً بتفكيك منشآت لتخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي الذي تعتبره روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تاريخياً. وسبق أن توعدت طهران بالرد على أي خطوة لإعادة فرض عقوبات عليها، مؤكدة أنها «مستعدة لكل السيناريوهات». وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس إن «كل عمل يقوض الاتفاق النووي مرفوض». وقالت الناطقة باسم البيت الابيض سارة ساندرز الخميسأمس إن «الرئيس لا يزال يعتقد بأن الاتفاق النووي هو أحد اسوأ الاتفاقات في التاريخ». وأضافت أن «أحد أكبر العيوب هو أنه يسمح (الاتفاق) لإيران (...) بأن تُطوّر بحرّية برنامجها النووي، وبأن تتمكن سريعاً من امتلاك الوقت الكافي لتحقيق قدرات نووية». وتابعت سندرز أنه «من الواضح أننا نرى مشكلة كبيرة في ذلك. الإدارة تواصل العمل مع الكونغرس ومع حلفائنا لمعالجة هذه العيوب». من جهته أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع ترامب «أهمية احترام (الاتفاق النووي) من جانب جميع موقعيه»، وفق ما أعلن الاليزيه الخميس. وشدد الاليزيه على أن «التنفيذ الصحيح للاتفاق يجب أن يرافقه حوار مع إيران حول برنامجها البالستي وسياساتها الاقليمية، لضمان استقرار أكبر في الشرق الأوسط». ودافع الأوروبيون مجدداً عن الاتفاق، في مواجهة اعتراض ترامب عليه، لكن دون أن يوفروا انتقاداتهم لايران والتي يشاطرون واشنطن فيها. وعلى رغم حرص وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني على فصل الاتفاق النووي عن الخلافات الأخرى مع إيران، تعرض ظريف في بروكسيل لسلسلة انتقادات من نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني. وأعرب الاوروبيون في اجتماع عن «مخاوف في شأن ملفات أخرى على غرار تطوير (ايران) صواريخ بالستية أو التوتر في المنطقة» والتظاهرات الأخيرة التي قتل خلالها 21 شخصاً في ايران، على ما اكدت موغيريني في ختام اللقاء. لكن الأمر الملح في نظر الأوروبيين هو رص الصفوف مجدداً للدفاع عن الاتفاق. وقالت موغيريني إن الاتفاق الموقع بين الدول الكبرى الست وإيران «يحقق هدفه الرئيس، وهو إبقاء البرنامج النووي الإيراني تحت السيطرة وقيد رقابة دقيقة». وأوضح أيضاً وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «نعتقد أنه إنجاز ديبلوماسي كبير. إنها وسيلة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وإيران ملتزمة هذا الاتفاق برأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية». أما وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان فاعتبر أنه «ليس هناك أي مؤشر يمكن أن يدعو إلى التشكيك في احترام الطرف الإيراني للاتفاق، بما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد بانتظام حسن تطبيقه». وتابع أنه «من المهم اليوم بالتالي أن تلتزم الأطراف المعنية هذا التعهد المشترك، وأن يحترمه بالتالي حلفاؤنا الأميركيون أيضاً». ووعدت موغيريني التي ترأست المفاوضات باسم الاتحاد الاوروبي، بان تفعل ما بوسعها لحماية هذا الاتفاق الذي تعتبره أساسياً للحد من انتشار الأسلحة النووية.