هاجم شعراء شعبيون الشاعر صالح عودة، الذي اتهمهم بسرقة أفكار أشعار الفصحى، إذ ردوا عليه بأنهم الناجحون في الشعر، ولا تعنيهم اتهامات عودة، إضافة إلى عدم اقتناعهم شعرياً بمعظم ما يكتبه شعراء الفصحى في الوقت الحالي. وقال مستشار التخطيط والتطوير لمسابقة «شاعر الملك» الشاعر نايف معلا ل«الحياة»: «نحن نحب الشعر الفصيح بقدر حبنا للشعر الشعبي، ولا نتنكر له أبداً، فحسبنا أنه كُتب بلغة القرآن الكريم، ولكن الأهم من وجهة نظري: هل بقي شعر فصيح؟ أنا أرى أنه لم يتبقَ شعر فصيح يستحق منا الاحتفاء»، مشيراً إلى أن معظم شعراء الفصحى في الوقت الحالي يصطفون في صفينِ متقابلين، بعضهم يكتب طلاسمَ لا يفهمها إلا هو إلى درجة أنك تشكُّ في أنه مشعوذ، وآخرون ناظمون يحسب لهم أنهم استطاعوا أن يكتبوا بالفصحى فقط. وأضاف: «لا أستغرب ما قاله صالح عودة عن الشعراء الشعبيين، لأنه شعر بالتهميش القاتل الذي جعله يلقي التُهم جزافاً لينال من المجتمع، والمشكلة تكمن في أن معظم شعراء الفصحى في وقتنا الحالي هم الأكثر وقوعاً في مشكلة سرقة الأفكار، ولم تعد هناك قصائد فصحوية تستهوي السارقين». وتابع: «بالنسبة إلى قول عودة إن الشعر الشعبي هو الابن غير الشرعي للشعر الفصيح، فأقول له يا أديب كن أديباً، واعتنِ جيداً بكلماتك، فأنت بقولك هذا قد أوزرت الشعر الفصيح وقذفته، وحاشا أدبنا أن يكون مسافحاً»، لافتاً إلى أن «شاعر المليون» يعتبر البرنامج الأفضل في العالم العربي، ولا يزال يقدم عطاءاته، وستكون النسخة المقبلة خير دليل على أنه ينبض بالحياة. واتفق معلا مع عودة في قوله «الأبقى هو الشعر الفصيح»، لكن الفضل لا يعود إلى شعرائه بل يعود للقرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه أبد الآبدين، وحتماً لن يبقى إلا ما ينفع الناس أما الزبد فسيذهب جُفاءً. وردت الشاعرة حصة هلال (ريمية) على اتهامات عودة بقولها: «لا أعرف شاعراً بهذا الاسم، لكننا - نحن الشعراء الشعبيين - متابعون شعر الفصحى، حتى وإن قلَّ مبدعوه حالياً». وأكدت أن الشعر الشعبي نال شهرة كبيرة في الوطن العربي، كونه الأقرب إلى لغة الناس، ويحكي واقعهم، مشيرةً إلى أن الشعراء الشعبيين جميعهم يتفقون على شاعرية محمد الثبيتي. وذكر شاعر شعبي (فضل عدم ذكر اسمه) أن شعراء الفصحى بدأوا بالهجوم عليهم خلال الأعوام القليلة الماضية، بعدما زادت شهرة الشعر الشعبي، وارتفعت مبالغ الأمسيات لشعرائه، على العكس تماماً من شعراء الفصحى.