واشنطن - أ ف ب، رويترز - أفادت شبكة «سي أن أن» الإخبارية بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية استجوبت أرامل زعيم تنظيم «القاعدة» المقتول أسامة بن لادن، واللواتي احتجزن في باكستان منذ قتل مجموعة كوماندوس أميركية بن لادن في الثاني من الشهر الجاري. ونقلت المحطة عن مسؤول باكستاني ومسؤولين رسميين أميركيين أن النساء الثلاث استجوبوا معاً، وذلك بخلاف ما رغب به المحققون الأميركيون. وأشارت الى أنهن أبدين «عداء صريحاً» للمحققين، وأن الأكبر سناً بينهن كانت الوحيدة التي تكلمت. وأعلنت باكستان الثلثاء الماضي أنها لم تتلقَ أي طلب من اليمن أو السعودية لتسليم زوجات بن لادن باعتبارهن يتحدرن من هذين البلدين، أو حتى 13 ولداً وحفيداً لزعيم «القاعدة» تواجدوا في المنزل الذي اقتحمته قوات الكوماندوس الأميركية. وكشف مسؤولون أمنيون باكستانيون سابقاً أن أصغر الزوجات الثلاث لبن لادن اليمنية أمال أحمد عبد الفتاح (29 سنة) التي أصيبت برصاصة في ساقها أثناء الهجوم، أكدت لهم أن زوجها وعائلته يقيمون منذ 5 سنوات في المنزل المقتحم. على صعيد آخر، أورد تقرير استند إلى مقابلات أجريت مع حوالى 20 مسؤولاً كبيراً سابقاً وحالياً في الاستخبارات الأميركية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية عن سياسات الولاياتالمتحدة وتحركاتها خلال 13 سنة من مطاردة بن لادن، أن «المعلومة الأهم التي قادت إلى مكان بن لادن وفرها معتقل غامض لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) يدعى حسن غل». وأوضح انه «بعد سنوات على توفير معتقلين آخرين معلومات، قدم حسن غل في النهاية المعلومة التي دفعت سي آي أي إلى تكثيف التركيز على العثور على «أبو أحمد الكويتي»، وهو الاسم الحركي لساعي بريد قادها إلى بن لادن». وقال مسؤولان أميركيان إن واشنطن تعتقد بأن السلطات الباكستانية أطلقت سراح غل عام 2007، وعاد ليصبح من المتشددين البارزين. وصرح السناتور الأميركي جون ماكين إن أياً من المعلومات الحاسمة التي أوصلت الى زعيم «القاعدة» لم توفرها اعتماد أساليب قاسية في استجواب الرجل الثالث في «القاعدة» خالد شيخ محمد في معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، وبينها «الإيهام بالإغراق». وأضاف: «الحقيقة أن استخدام تقنيات التحقيق المعززة أثناء التحقيق مع خالد شيخ محمد أنتجت معلومات خاطئة ومضللة». ويعارض ماكين الذي سجن 5 سنوات خلال الحرب في فيتنام، استخدام الولاياتالمتحدة لتقنية «الإيهام بالإغراق» وتقنيات تعذيب أخرى بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 لأخذ معلومات من معتقلين، علماً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما منعها بعد تسلمه السلطة مطلع عام 2009. وفي حديث محطة «سي بي أس» التلفزيونية، أشاد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بإصدار الرئيس أوباما الأمر بمهاجمة منزل بن لادن، والذي اعتبره «أحد القرارات الأكثر شجاعة» الذي أصدره رئيس. واقرّ غيتس الذي سيغادر منصبه في 30 حزيران (يونيو) بقلقه من فشل العملية بسبب عدم دقة المعلومات الاستخبارية، والخطر الذي كان يمكن أن تواجهه القوات الخاصة على الأرض الباكستانية، علماً أنه تابع العملية الى جانب الرئيس مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومسؤولين كبار آخرين في قاعة تحت الأرض بالبيت الأبيض.