وسط تصعيد أحزاب المعارضة الباكستانية دعوتها لاستقالة الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء بسبب انتهاك القوات الأميركية سيادة البلاد لقتل زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد في الثاني من الشهر الجاري، اطلع رئيس جيلاني البرلمان أمس، على تفاصيل عملية قتل قوات كوماندوس اميركي زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد في الثاني من الشهر الجاري، مذكراً بتضحيات باكستان في «الحرب على الارهاب» ومحدداً استراتيجيتها المستقبلية لمواجهة التهديدات. وصرح جيلاني الاسبوع الماضي بأن افلات بن لادن من الاعتقال نحو عشر سنوات «فشل للاستخبارات في العالم وليس لبلاده فقط»، علماً ان واشنطن تؤكد انها لم تبلغ باكستان مسبقاً بالعملية «خوفاً من تسريب استخباراتها العسكرية معلومات لبن لادن»، على رغم ان إسلام آباد حليفتها في «الحرب على الارهاب» منذ نهاية عام 2001. وهي تطالب المسؤولين الباكستانيين حالياً بمنحها معلومات حصلوا عليها من منزل بن لادن الذي يتوقع خبراء امن اميركيين وباكستانيين تدميره لمنع تحوله إلى مزار، وكذلك السماح لمحققيها باستجواب ثلاث زوجات موقوفات لبن لادن». وصرح وزير الداخلية الباكستاني عبد الرحمن مالك لقناة «العربية» الاخبارية بأن «السلطات علمت بالعملية الأميركية بعد 15 دقيقة من بدئها، من دون ان تعرف ان المستهدف كان زعيم «القاعدة». وشكلت إسلام آباد لجنة للتحقيق في احتمال حماية مسؤولين مدنيين او عسكريين لبن لادن، ووعد السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة حسين حقاني بأن «رؤوساً ستتدحرج لدى انتهاء التحقيق». وينظر الرأي العام الباكستاني المعادي للأميركيين بغالبيته، باستياء الى هذا «الانتهاك» الجديد للسيادة الوطنية والغارات التي تشنها طائرات اميركية من دون طيار على مناطق القبائل (شمال غرب)، حيث معقل «طالبان باكستان» و «القاعدة»، كما يشعر بخيبة من «تقصير» الجهاز العسكري في رصد العملية الأميركية في قلب باكستان. وطالب مسؤول في «الرابطة الاسلامية - رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف» باستقالات وليس تفسيرات «غير مقنعة»، فيما هاجم عمران خان نجم الكريكيت السابق الذي يرأس حزباً قومياً صغيراً سياسة الرئيس الباكستاني والحكومة «القائمة على الاكاذيب والدعاية». الى ذلك، وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما عملية قتل بن لادن بأنها «كانت اطول اربعين دقيقة في حياتي»، موضحاً ان «اخفاق عملية مماثلة نفذت في دولة حليفة من دون اعلام سلطاتها كان يمكن ان يؤدي الى تداعيات كبيرة». وأشار اوباما الى انه تذكر اخفاقين للقوات الاميركية، اولهما في ايران عام 1980 حين اطلق الرئيس جيمي كارتر عملية لتحرير الرهائن المحتجزين في السفارة الأميركية، والثانية في الصومال عام 1993 حين اسقطت مروحيتان اميركيتان في مقديشو وسحِبت جثث الجنود الأميركيين في الشوارع امام عدسات المصورين. وكشفت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية أمس، أن الولاياتالمتحدة خططت لإطلاق صاروخ على منزل بن لادن لقتله، لكنها ألغت الخطة بسبب خشيتها من استحالة معرفة إذا كانت حققت هدفها بقتل الرجل المناسب بعد الضربة. تشيني وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، دعا نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني الى استئناف استخدام وسائل الاستجواب العنيفة التي اعتمدتها الادارة السابقة للرئيس جورج بوش مع المشبوهين بالارهاب، وأيد وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد هذه التصريحات. وقال تشيني إن «مسؤولين كثيرين في حكومة الرئيس السابق بوش اكدوا ان بعض الادلة الأولية التي اوصلت في نهاية المطاف الى مخبأ بن لادن كان مصدرها تسجيلات لمشبوهين اخضعوا لتقنية «الايهام بالإغراق» التي تعتبر من وسائل التعذيب. وزاد: «الجميع يقول بطريقة او اخرى ان وسائل الاستجواب العنيفة لعبت دوراً، وانني اشعر بذلك». ولدى سؤاله حول امكان اعادة استخدام هذه الوسائل التي حظرتها ادارة اوباما، في حال اعتقلت الولاياتالمتحدة مشبوهين رئيسيين بالارهاب، اجاب «نعم سأطلب اعادة العمل بها، خصوصاً انني لا اعتبر الايهام بالاغراق وسيلة تعذيب، بل مجرد وسيلة عنيفة تستخدمها قواتنا منذ سنوات». وايد رامسفلد موقف تشيني، ونقل عن ثلاثة مديرين سابقين لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) قولهم إن «اخضاع محققين في الاستخبارات مشبوهين لتقنية الايهام بالغرق وفرّ قسماً كبيراً من معلوماتنا عن القاعدة، لذا يمكن القول ان تقنيات «سي آي اي» اثبتت نجاحها، وارى ان الغاءها ومنعها امر خاطئ».