دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إلى "الفصل بين المطالب المحقة" لمواطنيه و "التصرفات الوحشية والتخريبية لمجموعة"، وحضّ على "التعامل مع مخاوف" عبّر عنها المحتجون في بلاده أخيراً. لكنه أعلن إحباط مساعي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل وتنظيم "مجاهدين خلق" إلى تحويل التظاهرات تمرداً يطيح النظام. وأشار النائب الإصلاحي محمود صادقي إلى توقيف 3700 شخص خلال الاحتجاجات، علماً أن السلطات تحدثت عن حوالى ألف محتجز. وبرّر الفارق في الرقم بمشاركة أجهزة أمنية واستخباراتية عدة في التوقيفات، فيما أعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أن حوالى 42 ألف شخص شاركوا في التظاهرات. ووصف خامنئي الاحتجاجات ب "اللعب بالنار". ورأى أن الاحتجاج للمطالبة بحقوق، ليس مرتبطاً ب "الإساءة للقرآن الكريم والإسلام وإحراق علم إيران وتدمير مسجد". وشدد على "التعامل مع المخاوف"، وقال: "يجب أن نستمع ونصغي ونقدّم إجابات قدر المستطاع". وزاد: "أنا مسؤول أيضاً، وعلينا جميعاً المتابعة". واعتبر أن "خروج الشعب الداعم النظام في إيران، ليس طبيعياً ولم يحدث في أي مكان في العالم"، لافتاً إلى أن أعداء بلاده "دعوا الناس" إلى الاحتجاج "تحت شعار لا لغلاء المعيشة الذي يرضي الجميع". ورأى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان يسعى إلى جذب الأنظار، عندما كتب تغريدة مساندة للمحتجين، قائلاً أنهم يحاولون "إبعاد حكومتهم الفاسدة" وأنهم "سيجدون دعماً كبيراً من الولاياتالمتحدة في الوقت المناسب". وأضاف خامنئي: "هذا الرجل الذي يجلس على رأس البيت الأبيض، على الرغم من أنه ليس متزناً إطلاقاً كما يبدو، إلا أن عليه أن يدرك أن هذه المسرحيات المتطرفة والمضطربة لن تمرّ من دون رد". وتحدث عن "خطط أميركية وصهيونية وُضعت منذ أشهر، لبدء (تظاهرات) في المدن الصغيرة والتقدّم في اتجاه العاصمة"، مندداً بدور ل "زمرة المنافقين الإرهابية"، في إشارة إلى "مجاهدين خلق". وزاد: "مرة أخرى تقول الأمّة للولايات المتحدة وبريطانيا ومن يسعون إلى إطاحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الخارج: فشلتم وستفشلون في المستقبل أيضاً". في المقابل، برّر مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) يوسي كوهين الاحتجاجات في إيران بفشل الرئيس حسن روحاني في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب، مستبعداً في الوقت ذاته أن تطيح النظام. وأردف: "لدينا عيون وآذان أيضاً في إيران. يجب ألا يعقد أحد آمالاً عريضة، على رغم أنني سأكون سعيداً برؤية ثورة جدية" في طهران. على صعيد آخر، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى اجتماع في بروكسيل غداً، لنظرائها الألماني زيغمار غابرييل والفرنسي جان - ايف لودريان والبريطاني بوريس جونسون والإيراني محمد جواد ظريف، ل "ضمان تطبيق كامل ومتواصل" للاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الست عام 2015. في السياق ذاته، وقّع 52 خبير أمن قومي رسالة تدعو إدارة ترامب إلى الامتناع عن "تقوّض الاتفاق النووي الذي لا يزال حيوياً بالنسبة إلى الأمن القومي الأميركي". من جهة أخرى، أعلنت برلين أنها استدعت السفير الإيراني علي مجيدي لتوبيخ طهران في شأن "انتهاك صارخ للقانون الألماني"، بعد إدانة باكستاني في آذار (مارس) الماضي بالتجسس لمصلحة طهران على أفراد وجماعات على صلة وثيقة بإسرائيل في ألمانيا. ودين مصطفى حيدر سيد نقفي بجمع معلومات لمصلحة "الحرس الثوري" الإيراني عن راينهولد روبي، الرئيس السابق ل "جمعية الصداقة الألمانية – الإسرائيلية" وعن أستاذ اقتصاد إسرائيلي - فرنسي في باريس.