عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلثاء)، محادثات مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في القاهرة، وذلك في وقت يسود التوتر العلاقات بين بلديهما من جهة وإثيوبيا والسودان من جهة أخرى. وقالت الرئاسة المصرية في بيان اليوم إن المحادثات «تطرقت إلى سُبل تعزيز العلاقات المصرية- الإريترية في مختلف المجالات التنموية والأمنية». وأضافت: «اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما إزاء الموضوعات كافة المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن، سعياً إلى تدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، خصوصاً في ضوء أهمية منطقة القرن الأفريقي ودور إريتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب». وتوترت العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا أخيراً، بعد تعثر المحادثات الفنية المتعلقة بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا وتخشى مصر أن يؤثر في حصتها من مياه نهر النيل. وقالت وزارة الخارجية السودانية أمس إن الخرطوم جددت شكواها إلى الأممالمتحدة بسبب رفض القاهرة تسليم السيطرة على «مثلث حلايب» الحدودي المتنازع عليه. ويقع المثلث بين مصر وجارتها الجنوبية، ويطالب السودان مصر بهذه المنطقة منذ العام 1958، لكن القاهرة تقول إنها أراض مصرية. وتوترت العلاقات بين البلدين أيضاً بسبب خلافات حول استخدام مياه نهر النيل. واستدعى السودان الأسبوع الماضي سفيره في مصر للتشاور. ورفضت مصر في 2016 طلباً من الخرطوم لبدء مفاوضات لتحديد الأحقية في السيادة على المنطقة الحدودية أو السعي إلى التحكيم الدولي. وتتهم وسائل الإعلام المصرية الرئيس السوداني عمر البشير بإثارة قضية النزاع الحدودي في الوقت الراهن للتغطية على أزمات داخلية. ويوم السبت الماضي أعلن السودان إغلاق حدوده مع إريتريا بعد أسبوع من إعلان البشير حال الطوارئ لمدة ستة أشهر في ولايتي كسلا وشمال كردفان. ونقلت «وكالة السودان للأنباء» يوم الأحد عن والي كسلا آدم جماع آدم قوله إن «قرار إغلاق المعابر يعود بفوائد اقتصادية كبيرة، خصوصاً توفير السلع الاستهلاكية التي كانت تهرب إلى دولة اريتريا التي تعتمد بشكل كلي في معاشها علي ولاية كسلا». والعلاقات بين إريتريا وإثيوبيا ليست على ما يرام في غالبية الأوقات بسبب النزاعات التاريخية بين البلدين. وانفصلت إريتريا، الواقعة على ساحل البحر الأحمر قرب باب المندب أحد أكثر الممرات الملاحية ازدحاماً في العالم، عن إثيوبيا في العام 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود من أجل الاستقلال. وكان الصراع تجدد بعد سبع سنوات بسبب خلاف حدودي.