الدخول إلى عوالم مكةالمكرمة، متعة في ثوب «مغامرة». هذه البلدة الطاهرة، لا تحتاج إلى تقديم. هي أرض تختلف عن أي أرض. ولأنها مختلفة، جاء كل ما فيها مختلفاً، حتى أهلها مختلفون. الحياة في مكة، أقرب إلى البساطة منها إلى التعقيد. ويبدو أن مجاورة البيت الحرام، طمست كل الفوارق الاجتماعية بين غني البلد وفقيره. في هذه المدينة، تحضر كل الألسن العربية والأعجمية وتطفو غالبية السحن. زحام البشر والشوارع الضيقة والمساكن العشوائية المتمددة على ظهور الجبال وأبواق السيارات. كل ذلك صخب، يجعل المكان ينبض بكل معاني الحياة. هناك حارات مكية انغرست في ذاكرة المكان والزمان. تحمل من الذكريات والحكايا ما لم يكتب بعد. حارات عتيقة ظلت لأزمنة، تحيط بالمسجد الحرام، تخلت عن سكانها، لتؤوي ضيوف الرحمن، وأخرى تصور مدى تجانس البشر على رغم اختلاف ألوانهم ومشاربهم. «الجميزة»: ظل «بكة» الوارف...وحيها الصامد في وجه الحداثة والتغيير أسواق تخلت عن حرج الإفصاح عن أسمائها «الكونكارية»: سحن ولغات وأزقة... وحيٌ يتنفس كل الثقافات