أثار مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى ميانمار المخاوف في شأن اعتقال اثنين من الصحافيين من وكالة «رويترز» الشهر الماضي، في رسالة إلى زعيمة البلاد أونغ سان سو كي، واصفاً الوضع بأنه «ترهيب خطر»، ومطالباً بإطلاق سراحهما فورا. وقال مبعوث دول الاتحاد الأوروبي في يانغون، كريستيان شميدت، في رسالة بتاريخ الثامن من كانون الثاني (يناير) الجاري «هذا الوضع يرقى إلى ترهيب خطر ضد الصحافيين بوجه عام، ومن رويترز بوجه خاص». وتحقق ميانمار مع الصحافيين وا لون (31 عاماً)، وكياو سوي أو (27 عاماً)، للاشتباه في انتهاكهما قانون إفشاء الأسرار الرسمية، وهو قانون لا يستخدم كثيراً، ويرجع لفترة الاستعمار البريطاني. وكان الصحفيان يعملان على تغطية الأزمة في ولاية راخين بغرب ميانمار، حيث فر حوالى 655 ألفاً من المسلمين الروهينغا من حملة عسكرية أعقبت هجمات مسلحين على قوات الأمن. ومن المقرر أن يمثل الصحافيان أمام محكمة الأربعاء المقبل، أمام القضاء في ميانمار، للمرة الثانية. وأضاف «الصحافيون يجب أن يكونوا قادرين على العمل في أجواء من الحرية والتمكين من دون خوف من الترهيب أو الاعتقال دون وجه حق أو الاضطهاد». وتابع «لذا فنحن ندعو حكومتكم لتوفير الحماية القانونية الضرورية للصحافيين، لضمان الاحترام الكامل لحقوقهما الأساسية والإفراج عنهما فورا». وطالب مسؤولون من بعض الدول الكبرى في العالم ومنها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا، بالإضافة إلى مسؤولين كبار في الأممالمتحدة بإطلاق سراح الصحافيين. وطلب مجموعة من الصحافيين في ميانمار من الحكومة أمس، تفاصيل في شأن اعتقال الصحافيين، مشككين أن تكون القضية لها تداعيات على قدرة الصحافيين على أداء عملهم، وفق ما أفاد صحافيان من المجموعة. وقدم 12 صحافياً يعملون في العاصمة نايبيداو طلبهم لوزارة الداخلية للحصول على مزيد من المعلومات عن القضية، وفقاً للقانون الذي يحكم وسائل الإعلام. وقال رئيس مكتب مجلة «فرونتير ميانمار» نيان هلينج لين، في نايبيداو «لم تقدم الحكومة تفسيراً وافياً للدولة. نشعر بقلق من أن يضرب ذلك مثالاً سيئاً على ما يحدث عندما يدلي شخص بمعلومات للإعلام». وقال صحافي آخر يدعى أونغ ميو مين من مجلة «ميزيما»: «نأمل أن يمنحونا أجوبة منطقية على أسئلتنا. نشعر أن هذا قد يحدث لنا. القضية تهديد لأمننا نحن الصحافيين». ودعا الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى الإفراج الفوري عن الصحافيين. وقال على «تويتر» أمس: «حرية الصحافة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأي مجتمع حر. واحتجاز صحافيين في أي مكان شيء غير مقبول. يجب الإفراج على الفور عن صحافيي رويترز المحتجزين في ميانمار».