تبنّى متمرّدون من أقلية الروهينغا في ميانمار أمس، المسؤولية عن مكمن نُصب لعناصر من الجيش في ولاية راخين (شمال) وتسبب بسقوط جرحى منه، في هجوم هو الأول من نوعه منذ أسابيع في هذه المنطقة المدمّرة. وقال «جيش خلاص الروهينغا في أراكان»، الذي شنّ مطلع آب (أغسطس) الماضي هجمات عدة أطلق بعدها جيش ميانمار حملة قمع واسعة في حق سكان المنطقة: «نعلن أننا نصبنا مكمناً ضد الجيش الإرهابي الميانماري في 5 كانون الثاني/ يناير نحو الساعة العاشرة»، من دون إضافة تفاصيل عن طبيعة الهجوم. ولم تشن هذه المجموعة في الأشهر الأخيرة إلا هجمات نادرة، لكن جيش ميانمار أعلن أن «حوالى عشرة» من الروهينغا نصبوا مكمناً لإحدى آلياته الجمعة الماضي، مستخدمين ألغاماً يدوية الصنع، وهو الهجوم الذي أعلن المتمردون مسؤوليتهم عنه في تغريدة على «تويتر» حملت توقيع زعيمهم عطاء الله، مؤكدين أن «شعب الروهينغا يجب أن تتم مشاورته في عمليات اتخاذ القرارات المتعلّقة بحاجاته الإنسانية ومستقبله السياسي»، مضيفاً: «لا خيار أمام جيش خلاص الروهينغا في أراكان سوى قتال «إرهاب دولة ميانمار» ضد السكان الروهينغا، بغرض «الدفاع عن هذا المجتمع وإنقاذه وحمايته»، نافياً أي علاقة له بجماعات متشددة. يذكر أن أكثر من 655 ألفاً من الروهينغا لجأوا من ولاية راخين إلى بنغلادش مع بدء الجيش البورمي حملة عسكرية هناك في آب (أغسطس) الماضي، هرباً مما وصفته الأممالمتحدة والولايات المتحدة بالتطهير العرقي، وانضموا إلى أكثر من 300 ألف آخرين كانوا موجودين في مخيمات في بنغلادش أيضاً جراء العنف في ميانمار ذات الغالبية البوذية. وقال زاو هتاي الناطق باسم حكومة ميانمار، إن المتمردين يحاولون تأخير عمليات إعادة اللاجئين من بنغلادش في إطار خطة تعمل البلدان على تنفيذها. ولفت إلى أن «الجماعة» تهدف «إلى إخافة من يفكرون في العودة ولإظهار أن لا سلام في المنطقة». وأضاف: «لن نقبل الإرهاب وسنحارب ضدهم حتى النهاية»، مشيراً إلى أن على الجهات كلها الامتناع عن تقديم أي دعم للجماعة. وتبحث ميانمار وبنغلادش خطة لإعادة اللاجئين إلا أن انعدام الأمن في ميانمار يرجّح أن يثير شكوكاً في الأمر. على صعيد آخر، أبدى سوراكيرات ساثيراثاي، وزير خارجية تايلاند السابق، قلقه إزاء اعتقال صحافيَّين من وكالة «رويترز» في ميانمار الشهر الماضي، وأمل بألا تؤدّي القضية إلى قيود أوسع على وسائل الإعلام الدولية، معتبراً أن «دخول الصحافيين وموظفي الإغاثة الإنسانية ولاية راخين من المسائل المهمة وكذلك دخول الجهات المعنية الأخرى». وأوضح ساثيراثاي أنه بحث موضوع الصحافيَّين مع ثونغ تون مستشار الأمن القومي لرئيسة وزراء ميانمار أونغ سان سو تشي. وأضاف أنه طلب أن يتم التعامل مع القضية بشفافية، وحصل على تأكيدات باعتماد الإجراءات القانونية الملائمة. واعتقلت السلطات في ميانمار الصحافيين وا لون وكياو سوي أو في 12 كانون الأول (ديسمبر) للاشتباه في انتهاك قانون الأسرار الرسمية للبلاد.