حذرت المشرفة التربوية بقسم علم النفس والاجتماع في إدارة التربية والتعليم للبنات في محافظة جدة سليمة الصاعدي من تأثير أمراض الغدد على التحصيل العلمي للطالبات ما يؤثر سلباً على الحال النفسية لديهن. وأشارت إلى أن هناك نسبة كبيرة بين الطالبات من جميع الأعمار يعانين من أمراض الغدد باختلاف أنواعها، معتبرة اضطرابات الغدة الدرقية الأكثر انتشاراً بينهن في جميع المراحل الدراسية (الابتدائية والمتوسطة والثانوية)، الأمر الذي دفع إدارة «تعليم البنات» إلى تنظيم ندوة تثقيفية عن تلك الأمراض تهدف إلى تطوير المعلمات في كيفية التعامل مع الطالبات المصابات بأمراض الغدد وتثقيفهن من الناحية النفسية والاجتماعية. وأوضحت الصاعدي أن الإصابة باضطراب إفراز «هرمون» الغدة الدرقية يؤثر على الطالبة من الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية، لافتة إلى أنه في حال زيادة إفراز الهرمون فإنه يؤدي بالطالبة إلى الأرق وفرط الحركة والنشاط، وعدم التحكم في أعصابها إذ تصبح سريعة الانفعال مما يؤثر سلباً على علاقتها بالآخرين، وربما يفضي إلى حدوث مشكلات مع المعلمات أو الطالبات، أما نقص إفرازه فيوقع الطالبة في مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والخمول والكسل وعدم التركيز ما يجرها إلى الانطواء، في الوقت الذي يكون تأثير اضطراب الهرمون على الناحية العقلية عاملاً معززاً لعدم التركيز وأحياناً إلى «البلادة» ما يؤدي إلى تدني مستوى تحصيل الطالبة العلمي. وأرجعت المشرفة التربوية في إدارة تعليم البنات الأسباب الرئيسة لأمراض الغدد التي تصيب الطالبات إلى الوراثة، إضافة إلى أسباب أخرى عدة منها العادات السلوكية الخاطئة مثل سوء التغذية، والتلوث، وقلة التمارين الرياضية، والاضطرابات الأسرية. وشددت الصاعدي على اهتمام إدارة التعليم بنشر الوعي بأعراض اضطرابات الغدد، إذ تأتي في المرتبة الأولى توعية الطالبات بما تتركه من تأثير سلبي على حياتهن المستقبلية سواء من الناحية الصحية أو النفسية، ومن ثم توعية المعلمات والمشرفات الطالبات لتفهم الحال والأعراض ليتم التعامل معها من الناحية النفسية والتعليمية والتعامل داخل الفصل، وأخيراً توعية أولياء الأمور لعمل فحص طبي دوري، مؤكدة أن التعامل مع الحالات تتم بسرية تامة.