وقع العراق وإيران اتفاقاً لتفعيل حزمة من القضايا المشتركة بين البلدين أهمها «تثبيت الدعامات الحدودية»، وتنظيم «الزيارات الدينية» وأعلن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي، الذي زار بغداد أمس، دعم بلاده لتحقيق الاستقلال والسيادة الكاملة للعراق. وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني، أن «اللقاء تمخض عنه الاتفاق على تفعيل جملة من القضايا المشتركة بين البلدين، أهمها الاتفاق عقد اللجنة المشتركة الخاصة بمتابعة الحدود المشتركة ووضع خطة لتثبيت الحدود». وأضاف زيباري أنه «تم الاتفاق أيضاً على تنظيم زيارات الإيرانيين للعتبات المقدسة في العراق، فضلاً عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين»، مشيراً إلى أن «هناك لجنة سياسية ستعقد اجتماعاتها في سبيل التشاور بكافة القضايا المتعلقة بالبلدين». وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وصل صباح أمس الى بغداد، في زيارة هي الأولى لبلد عربي، بعد توليه لمنصبه وزيراً للخارجية الإيرانية وكالة. وأكد صالحي أن «بلاده تدعم تحقيق الاستقلال السياسي والسيادة الكاملة للعراق وتثبيت مفهوم الوحدة الوطنية بين جميع مكوناته». وأضاف أن «إيران تدعم تحقيق السيادة والاستقلال للعراق وسلامة أراضيه وتعزيز دعائم الوحدة الوطنية وأن تحقيق تلك الأهداف سيؤثر إيجاباً في تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي». وأشار الى أن «بلاده مستمرة بدعمها العملية السياسية في العراق ومساندتها كونها مبنية على أساس المشاركة الجماعية من أطياف الشعب العراقي كافة». ولفت الى زيارته الى بغداد في هذه الظروف، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، «تدل على التزام بلاده بمفهومها السياسي الخاص المبني على الالتزام المشترك في تحقيق العلاقات الطيبة وتعزيزها بين البلدين في المجالات كافة». وفي شأن موضوع المياه الملوثة والمالحة المتدفقة من إيران إلى الأراضي العراقية أكد صالحي أن «بلاده تتعاطى مع هذا الموضوع وستقوم بدراسة فاحصة وصولاً الى حل يرضي الطرفين»، لافتاً إلى أن «مشكلة المياه الملوثة ذات طابع فني». وعن الاتهامات الموجهة الى طهران بالتدخل في الشأن العراقي، طالب الوزير الإيراني «مطلقي هذه الاتهامات بتقديم البراهين على ذلك». ونقل بيان رسمي عن المالكي قوله بعد استقباله صالحي: «نتطلع الى تحقيق النجاحات كون الحكومة تشكلت في مرحلة افضل من المرحلة التي تشكلت بها حكومة الوحدة الوطنية التي واجهت الكثير من التحديات ولا سيما في الجانب الامني». وأكد ان «حرصنا على سلامة وأمن العراق جزء من حرصنا على امن جميع دول المنطقة (...) وحرص الحكومة على تطوير العلاقات» مع ايران. واختتم المالكي في بيانه موضحاً ان «الوضع الجديد بعد تشكيل الحكومة يضعنا امام تحديات مواجهة الارهاب والمنظمات الارهابية، ونحن على ثقة بقدرتنا على مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها». وكان صالحي تسلم مهامه حديثاً في وزارة الخارجية وكالة بعدما عينه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلفاً لمنوشهر متقي. وتعد زيارة أكبر صالحي، الثالثة لمسؤول دولي، بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وبعد زيارتي وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الحكومة الأردنية سمير الرفاعي.