تحت عنوان «ثورة حرية» تقيم عزة أبو السعود معرضاً للوحاتها في كبرى قاعات قصر الحرية في الإسكندرية. يضم المعرض 42 عملاً فنياً، بين التصوير والرسم الحر. كما تقدّم، للمرة الأولى، الطباعة على لوحة تصوير مرسومة مسبقاً، مستخدمة مختلف الخامات والتقنيات التصويرية. ولعل اللافت في معرض أبو السعود قوة اللون الأسود وسيادته، وتأثيره في بقية الألوان. كما لا تخلو لوحة من إطلالة أنثوية حافلة بالنقوش والتداعيات الزخرفية. ويستشعر المشاهد كلمتي «ثورة حرية» بين جنبات كل لوحة، وكأنهما الملهمتان اللتان أججتا الألوان في علاقة دراماتيكية، وفعّلتا ضربات السكين، وإطلالات الفرشاة الصريحة. تقول أبو السعود ل «الحياة»: إن «فكرة المعرض راودتني عندما وجدت صكاً قديماً يحرر أحدهم من براثن العبودية، وبدأت أفكر كيف كنا نحيا في ظل النظام السابق، وما تعرضنا له من سلب لحريتنا وأنفاسنا وفنوننا، فحتى ألواننا لم تكن حرة». تتابع: «ومن خلال المعرض بحثت عن الثورة التي تحرر النفس والفكر، والإنسان من رواسب تكبّله، فقد وضعنا أنفسنا تحت طائلة أشياء كثيرة استعبدتنا برغبتنا. إلا أننا لم نتخلص بعد من عبوديتنا للكثير من الأشياء، وكأننا نستمرئ العبودية، نعشق العيش في كنفها، فنحن ما زلنا عبيداً للمال وللسلطة والجاه والمظاهر، فتخيلت أنه يمكنني أن أقوم بثورة ثانية للتحرر مما نقيد نحن أنفسنا به». تعتبر أبو السعود أن «الفنان يمارس حريته المطلقة على سطح اللوحة، يختار السطح واللون والأداة، كما يحذف ويضيف في منظومة شديدة الخصوصية. ولرسالته البصرية صوت أعلى بكثير من الصراخ والضجيج». تحب أن تفكر في نفسها على أنها تجريدية «فالواقعية هي الواقع الذي نراه ونحياه، ونقله إلى اللوحة يعني تخيله، وأننا وضعنا فيه جزءاً من مشاعرنا وروحنا وذائقتنا، فلا يعود كما الأصل تماماً. أحاول أن أقدم تجريداً مفهوماً ذا معانٍ أكيدة من وجهة نظري». وعن لوحاتها التي لا تخلو من وجود للمرأة، تقول: «قدمت المرأة في الكثير من اللوحات، واعتبرتها النواة الحقيقية ونقطة البداية للحرية من كل القيود. كما أن للمرأة، تشكيلياً، صفات مثالية وغريبة جداً عندي، فهي شديدة الاستطالة، خطوطها ناعمة جداً وعضوية، تتمتع بكبرياء وشموخ واضح في درجاتها اللونية». عن المعرض، يقول الفنان محمود عنايت: «تظهر الدكتورة عزة ببساطتها وحريتها وانسيابها وجرأتها في كل ضربة فرشاة، واللوحات تظهر تعايشها التام مع القضية التي تطرحها». تجدر الإشارة إلى أن عزة أبو السعود أستاذة في كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية، ولها الكثير من المعارض في مصر وخارجها، ونالت جوائز وتكريمات عربية ودولية. أما المعرض فيستمر حتى 20 أيار (مايو) الجاري.