المتابع للوسط الرياضي السعودي ولأوضاع الرياضة السعودية لا يملك سوى أن يسأل الله أن يكون عوناً للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ويرفع كفيه ليلهج بالدعاء الخالص بأن يرزقه البطانة الصالحة ويوفقه في تحسين وتطوير أوضاع هذا الوسط العجيب المليء بالتناقضات والمشاحنات والتعصب والتحزب والمكائد التي تحاك ليلاً وحتى نهاراً جهاراً في ظل غياب للاحتراف الإداري وضعف الفكر الرياضي الحقيقي في كثير من الأندية السعودية، وهو ما أنتج لاعبين لا يدركون المعنى والهدف من وراء ممارسة الرياضة، وأندية لا تلبي أدنى حاجات الشباب السعودي الرياضية لا التشجيعية فحسب. وحتى الاحتراف تم تطبيقه بطريقة، بها الكثير من الأخطاء والثغرات، وكبار رجال الأعمال عندما اقتحموا المجال الرياضي فعلوا ذلك بكثير من الأموال ولكن بقليل جداً من التخطيط والرؤى. هذا إضافة إلى الإعلام الرياضي الذي قام بتغذية التعصب في الشارع الرياضي حتى انقلب السحر على الساحر وأصبح الإعلام الرياضي ومنسوبيه أنفسهم هم ضحايا للتعصب والإثارة العمياء التي بثوها في الوسط الرياضي بعشوائية فبات وسطاً محتقناً ومتورماً يتحين الانفجار في أي لحظة تحتاج إلى الرياضة السعودية، بلا شك، مراجعة شاملة كاملة لكثير من مفاصلها وأركانها وتحتاج إلى سن قوانين عدة تنظمها وتنظم العلاقة بين رموزها وممارسيها وإدارييها ومستثمريها ومشاهديها وحكامها وإعلاميها، وتحتاج إلى أفكار جديدة، ولرجال جدد، ووجوه مختلفة، وعقول خلاقة، وسواعد منتجة، وسؤالي هنا: ما الفائدة إذا قام رأس الرياضة الجديد بوضع خطط جديدة وقام على تنفيذها «حرس قديم» من فئة «أعطيت ما استبقيت شيئاً»؟. لا بد من التغيير الشامل والكامل، فالأوضاع أصبحت تعتريها حال من الفوضى، ولكنها ليست كتلك الفوضى التي كانت تدعى الإدارة الأميركية بأنها «الفوضى الخلاقة»، بل هي فوضى من النوع المعتاد التي في معظم الأحيان تكون هدامة ونتائجها غير سارة ولا مبشرة بمستقبل واعد وسعيد. لذلك أدعو الله أن يوفق الأمير نواف ويسدد خطاه ويهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه وتعاونه على تحقيق كل ما نحب ونرضى، وأتمنى من الجميع أن يردد معي: آمين آمين يا رب العالمين. والحديث عن «الفوضى» في الرياضة السعودية يجرني للحديث عن «الفوضى» التي اعترت أوضاع نادي الوحدة أخيراً، هذا النادي المكي الحبيب والقريب من قلب كل محب لمكة لا شك انه يعيش حالياً فترة شديدة التذبذب والتجاذب والتناقض. فلم تكتمل فرحة محبي هذا النادي بالصعود إلى المباراة النهائية على كأس ولي العهد حتى صدموا بالصراع المرير الذي يعيشه النادي على الهروب من الهبوط الى دوري المظاليم. وما أن فرحوا باستقرار النادي بقدوم إدارة منتخبه حتى صدموا بالصراعات الشرفية المتصاعدة، وزاد الطين بلة هروب اللاعب الموهوب عبدالخالق برناوي الى البرتغال لعبور «كوبري» إلى أحد اندية المقدمة، وبعدها هروب مدرب الفريق مختار مختار إلى المدينةالمنورة بعد التعادل في المباراة المصيرية مع القادسية وتقديمه الاستقالة وقبولها شفهياً، ليتم تعيين المدرب التونسي البنزرتي لقيادة مباراتين فقط. وقبل هذا قضية الرشوة التي فجرها حارس مرمى نجران واتهم فيها عضو شرف وحداوياً. أما قنبلة الموسم الرياضي التي فجرها الوحداويون أخيراً فكانت في اختيار الاقتصادي السعودي الكبير صالح كامل رئيساً لأعضاء شرف نادي الوحدة من دون أخذ الضوء الأخضر منه وإعلان موافقته على مشروع إنشاء أكاديمية رياضية ب40 مليون ريال والمشاركة في مشاريع استثمارية ب300 مليون ريال من دون علمه ومعرفته بالموضوع، وهذا ما أكده ابنه محيي الدين كامل لمقدم برنامج الجولة وليد الفراج، لا أعلم ما الذي يجري فعلياً في الوحدة؟! وأين هي الحقيقة؟! فالمشكلة أن المتحدثين باسم الوحدة أصبحوا كثر وكذلك اللجان والمجالس في النادي أصبحت متعددة ومتشعبة. فهنا مجلس أعضاء شرف النادي والمجلس التنفيذي وهناك هيئة أعضاء الشرف المشكّلة حديثاً ولجنة التطوير التي يقال إنها أوصت بحل مجلس الإدارة واستبداله بآخَر يواكب الطموح الوحداوي وتشكيل جمعية عمومية جديدة على رغم أن هذه الجمعية انعقدت بعد شد وجذب قبل سبعة أشهر واختارت مجلس الإدارة الحالي، وهنا لا أملك سوى أن أرفع كفي وألهج بالدعاء لنادي الوحدة أن ينقذه الله من الهبوط وان يقلل لجانه ويخفف مجالسه ويكثر من الإنجاز والعمل فيه ويقلل من «الهرج» وطق الحنك و «البطولات» الإعلامية وان يسعد أهالي مكة به بعد طول انتظار. آمين يا رب العالمين. [email protected]