طهران، روما – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتسريب معلومات الى الولاياتالمتحدة عن البرنامج النووي لبلاده، فيما قالت مصادر ديبلوماسية في بروكسيل ل «الحياة» أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ستبلغ أبرز المفاوضين «النوويين» الإيرانيين سعيد جليلي قبول الدول الست عرض طهران استئناف التفاوض في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لكنها تقترح سويسرا مكاناً له وليس إسطنبول كما يطالب الإيرانيون. وأشار نجاد الى رفض بلاده طلب الوكالة الذرية تطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية، قائلاً: «القبول بالبروتوكول يعني وضع كل نشاطاتنا النووية السلمية تحت مراقبة الوكالة الذرية التي ستزوّد الولاياتالمتحدة معلومات عنها. لن نقبل هذا البروتوكول». وكانت إيران وافقت العام 2004 على تطبيق البروتوكول الإضافي، لكنها تراجعت عنه العام 2006، بعد إحالة ملفها النووي على مجلس الأمن. ويأتي كلام نجاد، قبل المفاوضات المرتقبة بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وقال الرئيس الإيراني: «خلال أيام، ستُجرى المفاوضات، لكن التجربة أثبتت لنا انهم (الدول الست) لا يريدون التوصل الى تسوية. بالنسبة إلينا، المشكلة سُوّيت وسنواصل نشاطاتنا النووية السلمية. لا خيار أمامهم سوى التعاون مع الأمة الإيرانية التي لن تسمح لأحد باغتصاب حقوقها» النووية. واقترح جليلي على أشتون إجراء المفاوضات في إسطنبول في 23 من الشهر الجاري أو الخامس من كانون الأول. وكانت اقترحت إجراءها في فيينا بين 15 و18 من الشهر الجاري. في هذا السياق، قالت مصادر ديبلوماسية في بروكسيل ل «الحياة» إنها تتوقع أن تبلغ أشتون جليلي في غضون يومين، قبول الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) عرض طهران إجراء المفاوضات في 5 كانون الأول، مقترحة سويسرا مكاناً لاستضافتها. وشددت المصادر على أن «الامتناع عن قبول إجراء عقد المفاوضات في تركيا كما طلبت إيران، لا يعني استبعادها نهائياً في الجولات المقبلة المحتملة» للحوار. وقالت أن الأوروبيين يقترحون أن تمتد الجولة الأولى من المفاوضات ثلاثة أيام «لتكون مكثفة ويحصل الجانبان في شكل كافٍ على فرصة عرض الأسئلة والحصول على الأجوبة اللازمة». ويُتوقع أن تتضمن رسالة أشتون إلى جليلي، إضافة إلى تحديد موعد الاجتماع ومكانه، النقاط التي تريد الدول الست مناقشتها في اللقاء، إذ يتركز اهتمامها في الدرجة الأولى على «أزمة الملف النووي الإيراني، إضافة إلى مشكلة تزويد مفاعل طهران للبحوث الطبية وقوداً نووياً، وأوضاع حقوق الإنسان في إيران». ورفضت المصادر الأوروبية فصل الملف النووي عن مفاوضات تبادل الوقود النووي، كما تطالب طهران، مقترحة «البدء بإجراءات بناء الثقة والانفتاح للاستماع إلى القضايا التي تريد إيران طرحها، وبينها الترسانة النووية الإسرائيلية والأمن الإقليمي والعقوبات التي تستهدف طهران». من جهة أخرى، كشف الفاتيكان مضمون الرسالة التي نقلها الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، من البابا بنديكتوس السادس عشر الى نجاد في طهران الثلثاء، رداً على رسالة كان الرئيس الإيراني وجّهها للبابا. وأشار البابا في رسالته الى أن الأقليات المسيحية «تعيش في بعض الدول في ظروف صعبة، تتعرّض فيها للتفرقة وحتى العنف، كما تفتقد الحرية للعيش وممارسة عقيدتها علناً». وأعرب عن اقتناعه بأن «تشكيل لجنة ثنائية سيفيد في معالجة المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الوضع القانوني للكنيسة الكاثوليكية في بلادكم». ودعا الى «بناء السلام والانسجام بين الشعوب». على صعيد الوضع الداخلي في إيران، أوردت إذاعة «راديو فردا» أن علي أكبر جوانفكر مساعد نجاد انتقد عمل «مجلس تشخيص مصلحة النظام» الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، خصم الرئيس الإيراني في انتخابات سابقة. واعتبر جوانفكر أن نشاط المجلس يتعارض مع الدستور، مشدداً على ضرورة أن «يغيّر» أعضاؤه أسلوب عملهم.