تتسيد الأوضاع الصحية التي يعيشها فنان العرب محمد عبده المشهد الفني منذ ما يزيد على أسبوعين، فالقلق يمتد من وسائل الإعلام إلى الشارع السعودي الذي لايزال يدور في فلك التأكيدات المستمرة من مقربين بتعافي «أبو نورة» تارة وبين الأخبار المتوالية من مصادر عدة، والتي تصر على إصابته بثلاث جلطات في المخ تارة أخرى، والموقع الرسمي ل«عبده» لم يحسم الجدل حتى هذه اللحظة، واكتفى ببث الأخبار المتضاربة التي أكّد بعضها مغادرته المستشفى، وأن بقاءه في باريس هو فترة نقاهة، فيما ذهب البعض الآخر إلى تأكيد سفره إلى الولاياتالمتحدة الأميركية عبر طائرة خاصة لمواصلة العلاج. وطالب إعلاميون، كانت «الحياة» استطلعت أرائهم مساء أمس، شركة «روتانا» بلعب دور حقيقي وفاعل في قضية الأزمة الصحية التي يمر بها محمد عبده، من دون أن ينحصر دورها في تنظيم الحفلات الليلية في القصور الفخمة وقاعات فنادق الخمس نجوم. من جهته ألقى رئيس قسم الفن في صحيفة الرياضي طلال عبدالله باللائمة على شركة «روتانا» من جهة، وعلى أسرة الفنان من جهة أخرى، مشيراً إلى دورهما في حالة التعتيم التي لا تليق بفنان مثل محمد عبده مضيفاً: «روتانا ترافقه في كل حفلاته التي تدر عليها أموالاً طائلة، وبحسب معلومات وصلتني زاره الرئيس التنفيذي لقطاع الصوتيات سالم الهندي وبرفقته مدير أعمال نجوم روتانا، والذي يدير جميع حفلات محمد عبده، شربل ضومد، ولكن هذا غير كافٍ أبداً»، ويتساءل عبدالله عن سر حضور بيانات «روتانا» في مواقف وغيابها في مواقف أخرى أكثر أهمية، ليضيف: «لا أدري لماذا لم يصدروا بياناً واحداً حتى الآن ويضعوا حداً للاجتهادات، فليس من اللائق أن نتصل كإعلاميين ببنت الفنان وخالته وأولاده جميعاً للحصول على معلومة، وسبق وأن فعلوا الشيء ذاته مع الفنانة شيرين أثناء اعتذارها عن حضور حفلة مهرجان «ليالي فبراير»، وأصدروا بياناً وقاموا بتعميمه على جميع الصحف، وفي حالة الفنان ماجد المهندس والحادث الذي تعرض له قبل عامين، لم ينبسوا ببنت شفة، ولم يصدروا أي بيان توضيحي، فالمرض ليس عيباً ولا يقلل من قيمة وتاريخ محمد عبده بأي حال من الأحوال»، وعلى رغم الظروف التي يعيشها محمد عبده إلى أن عبدالله توقّع عودة «أبونورة» قريباً إلى جمهوره وفنه ومحبيه نظير ما عرف به من إرادة قوية، أما الصحافي في جريدة شمس فهيد اليامي، فخالف رأي عبدالله إذ يرى أن حالة محمد عبده المرضية هي شأن خاص لا دخل للوسط الإعلامي به، وهو ما ينطبق على «روتانا» التي رفضت التعاطي مع الموضوع إعلامياً، كما يرى اليامي بأن عودة فنان العرب للساحة الفنية بالشكل المعهود باتت صعبة ومن المفترض أن يستفيد الفنانون بشكل عام من حادثة سقوط الفنان طلال مداح على مسرح المفتاحة. ومن جهته انتقد الكاتب بجريدة الرياض محمد الرشيدي غياب الاحترافية في التعامل مع وسائل الإعلام لدى الفنانين في السعودية إذ يغيب دور المدير الإعلامي الذي يتعامل معه معظم فنانو العالم العربي وأضاف: «من المحزن أن يصبح المرور على خبر الحالة الصحية للفنان محمد عبده أمراً عادياً، فالفنانون لدينا منغلقون ويخشون الإعلام، ولا يستطيع أي محرر فني الجزم بحالة الفنان الصحية، ولم يستطع أحد التواصل معه، شأنه شأن بقية النجوم في السعودية والذين يعتمدون على العلاقات الشخصية في التواصل مع الإعلام»، ورفض الرشيدي تحميل «روتانا» مسؤولية غياب المعلومة حول وضع محمد عبده الصحي وأضاف: «روتانا انشغلت بتنظيم السهرات والحفلات الليلية في الفنادق والقصور الفخمة، ولا أدري لماذا لا يظهر رئيس «روتانا» سالم الهندي من باريس ويتحدث للإعلام، الذي يعتبر حلقة التواصل بين الفنان والمجتمع، كما فعل إبان الحادثة الشهيرة للفنانة نجوى كرم، عندما قيل أنها أساءت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم».