وأنا أتابع المستوى الهزيل الذي وصلت إليه " روتانا للصوتيات " رغم حرص الأمير الوليد بن طلال بأن تكون منبراً شامخاً للفن الراقي ، استغرب الجمود الذي يحيط بهذه الإمبراطورية التي تدار بطريقة تقليدية رغم الإمكانيات الكبيرة التي أتيحت لها من الداعم الأول للفن العربي ! حاولت ان لا أناقش هذا الأمر لاعتبارات متعددة من أهمها انني اعتبر انني ومجموعة من الزملاء من أهم الداعمين لروتانا إعلاميا ولخطواتها الكبيرة السابقة، في إيجاد إمبراطورية فنية راقية تدعم الأصوات الجميلة وتهيئ لهم وبأسلوب احترافي كافة السبل لتقديم إبداعهم ، وأيضا للعلاقة التي تربطني برئيسها الأخ سالم الهندي ، ولكن عندما تصل الأمور لمرحلة تحتاج فيها من باب المحبة ان تنبه مسئولي روتانا عن التذبذب الكبير الذي بدأ يظهر وبوضوح وبدون تلميع صحفي لأعمالهم ،فما يجري في السنتين الأخيرتين مؤشر خطير على افتقاد هذه الإمبراطورية لهيبتها على مستوى الفن العربي. من المؤسف وأنت تستمع لبرنامج " مزازيك روتانا " على إذاعة بانوراما (اف ام) السبت الماضي ،ان تكون اخبار مراسلة البرنامج ببيروت مركزة على زيارة الأخ سالم الهندي لبيت المطرب وائل كفوري ولقاء الهندي في برنامج سيرة وانفتحت والاهتمام الإعلامي ببيروت بهذه الزيارة ، وصل الحال لمرحلة متردية عندما تكون مثل هذه النوعية من الأخبار هي أخبار روتانا في ظل الشد والجذب الذي تعيشه هذه الشركة ، وأنا هنا لا ألوم الهندي حبه الكبير لفلاشات المصورين الذي اعتاد عليه منذ سنوات ولكن المرحلة الآن أهم من مجرد التصوير مع هيفاء وهبي وغيرها ، لأنني لا أعتقد أن ما يجري حاليا يمثل طموحات الأمير الوليد ، خصوصاً مع معرفتنا لإسهامات سموه في حل الكثير من الصعوبات التي واجهت أكثر نجوم روتانا رغم ان هذا العمل من المهام الرئيسية لسالم الهندي . أنا هنا أكتب بتجرد مع تقديري للعلاقة الكبيرة التي تربطني بالأخ سالم الهندي ، ولكن روتانا حلم كتب بحروف وطموح سعودي ، وهذا الحلم تاريخي في مجال الاستثمار الناجح بمجال الفن ، ولكن هذا النجاح لايستمر ولا يدوم فقط بتصوير رئيس روتانا الهندي مع النجوم عند توقيع كل عقد وتنتهي الحفلة ، وتضيع الأمور حتى أصبحت أغاني الفيديو كليب الخاصة لبعض الفنانين لاتليق بأهداف وسياسة روتانا التي انطلقت في سماء الفن العربي وكانت منتهى طموح كل مبدع !! الأمر ليس مجرد أزمة مالية وإنما من وجهة نظري سوء إدارة ، مجاملات لكثيرين ومحاربة وتهميش كثيرين وفلاشات وصور لأشخاص معينين على حساب القيمة الحقيقية ، من المؤسف فعلأ ان تصل إمبراطورية روتانا لهذا المستوى ، حتى ان الحلول بالتقليص في العدد والاستغناء عن بعض العاملين فيها ليس الحل وإنما الحل يحتاج لإعادة هيكلة وطرح رؤية واضحة وتخطيط سليم ومستقبلي ، بعيدا عن الاهتمام المركز فقط على مؤتمرات توقيع العقود والاهتمام بأكبر عدد من الصور والتلميع ، فالأمر مع الإعلام لن يكون في شهر عسل دائم والكل يذكر الخمس صفحات التي أفردتها قبل عام جريدة الرأي الكويتية المعروفة وتناولت الأمور السلبية التي تحدث في روتانا والتي نتابع نتائجها حاليا وبصورة لا نتمناها مطلقا ، لثقتنا بحكمة الأمير الوليد وتطلعه الدائم للقمة وألا تكون روتانا مجرد شركة للصوتيات تقليدية فيما تقدمه وتطرحه ، كما أن ثقتنا بالصديق «أبو فواز» سالم الهندي لإعادة التفكير بشكل أكثر احترافية فيما يدور حوله وألا يعتبر اقتراحات وائل كفوري منتهى طموحاته وألا تغلبه عاطفة صداقته مع عبدالله الرويشد على حساب روتانا وفنانيها !!