أعلنت بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في السودان «يونميسط اتفاقاً لسحب جيوش شمال السودان وجنوبه من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الطرفين اعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع. وقال قائد قوات البعثة اللواء موسى اوبي في تصريح صحافي عقب اجتماع لجنة أمنية مشتركة، إن الطرفين «اتفقا على سحب أي قوات في منطقة أبيي، عدا القوات المشتركة بينهما، تطبيقاً لمقررات اتفاق كادوقلي الخاص بمعالجة الأوضاع في المنطقة». وأشار إلى أن الهدف من الاجتماع «حسم الأوضاع على الأرض وإخراج المنطقة من المأزق الذي تعيشه». وأضاف أن «شمال السودان وجنوبه قادران على تطبيق الاتفاق ونحن نثق في أنه سيتم الانسحاب الكامل للقوات المختلفة من المنطقة بخلاف القوات المشتركة». وكانت أبيي شهدت أخيراً مواجهات عسكرية سقط فيها نحو 26 قتيلاً. وكان من المقرر أن يجرى في كانون الثاني (يناير) الماضي استفتاء يختار فيه سكان المنطقة بين إلحاقها بالشمال أو الجنوب، إلا أنه أرجئ إلى أجل غير مسمى بسبب خلاف على حقوق القبائل في التصويت. وكان الرئيس السوداني عمر البشير هدد بأن حكومته لن تعترف بدولة الجنوب في حال ضمت منطقة أبيي في دستورها. لكن حكومة الجنوب تعهدت أمس حذف أبيي من دستورها في مرحلة المراجعة حتى يصدر قرار في شأنها بعد أن ضمتها فيه في مرحلة الصوغ الأولى، كما التزمت عدم اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب في ما يخص المنطقة. وأعلن اعتزام الاتحاد الأفريقي طرح مقترح لحل موضوع أبيي سياسياً. من جهة أخرى، توقع «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي رحيل نظام البشير من حكم البلاد خلال شهرين عبر انتفاضة شعبية «بفعل دقيق» لم يوضح طبيعته، لكن الحزب الحاكم قلل من قدرة الترابي على تحريك الشارع. وأكد المسؤول السياسي في «المؤتمر الشعبي» كمال عمر خلال احتفال حزبه بإطلاق تسعة من قياداته اعتقلوا في في كانون الثاني (يناير) الماضي، تمسك حزبه بإطاحة نظام البشير. ورأى أن الاعتقالات التي طاولت عناصر الحزب زادت من قوة منسوبيه وتماسكهم. وشدد على عدم التفاوض مع الحزب الحاكم، ورأى أنه «متهالك يعيش أزمة صدقية وفساداً... وأضعف الأنظمة العربية التي تشهد ثورات عنيفة من قبل شعوبها». لكن نائب رئيس البرلمان القيادي في الحزب الحاكم هجو قسم السيد شكك في قدرة الترابي على تحريك الشارع وإسقاط النظام. وقال إن «الترابي أساء إلى الشعب السوداني ورفض مبادرة مصالحة بين الإسلاميين». ورأى أن «الغرب توصل إلى أن حكم البشير من الصعب أن تقتلعه ثورة شعبية أو انقلاب عسكري وأنه لا يمكن هزيمته إلا إذا انقسم النظام على نفسه».