أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تحدي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ب»زر نووي أكبر من زرّه»، في وقت اشار خبراء الى ان الحديث عن ازرار على مكاتب الرؤساء هو مجرد «وهم وذر رماد في العيون». وأعادت الكوريّتان العمل امس، بالخط الساخن في قرية بانمونجوم الحدودية، والذي كان متوقفاً منذ عام 2016 إثر خلاف حول مجمع كايسونغ الصناعي. وتابعتا بالتالي الانفتاح الذي أبدتاه أخيراً، على رغم التوتر المتصاعد الناتج من إطلاق كوريا الشمالية العام الماضي، عدداً من الصواريخ الباليستية، وتنفيذها تجربة نووية سادسة. ورداً على تصريح لكيم بأنه يملك «زراً نووياً» في مكتبه الرئاسي في بيونغيانغ، قال ترامب في تغريدة على «تويتر»: «رجاءً ليبلغه أحد في نظامه المنهك الجائع، بأن لديّ على مكتبي أيضاً زرّاً نووياً أكبر وأقوى وأكثر فاعلية، والأهم أنه يعمل». لكن وكالة «اسوشيتد برس» نقلت عن خبراء بأن لا وجود لزر نووي في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، وأن آلية إطلاق صاروخ نووي تخضع لإجراءات سرية ومعقدة ترتبط بأجهزة موضوعة في «كرة نووية» تتناوب مجموعة عسكريين على حملها أينما ذهب الرئيس، وتحتوي على وسائل اتصالات وكتيّب عن الخطط الحربية. واشار الخبراء الى انه إذا أراد الرئيس إصدار أمر بتوجيه ضربة نووية، يجب أن يعرّف عن نفسه لقادة وزارة الدفاع (بنتاغون) عبر شيفرات مسجلة على بطاقة إلكترونية تعرف باسم «بسكويت»، ويحملها الرئيس دائماً، ثم ينقل أمر الإطلاق إلى القيادة الاستراتيجية للعمليات. وفي موقف يعكس اصرار الرئيس الاميركي على التصريحات العشوائية الخاصة بكوريا الشمالية وزعيمها، والتي زادت التوتر في شبه الجزيرة الكورية العام الماضي، قللت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي من أهمية عرض سيول إجراء مفاوضات مع الشمال، ووصفته بأنها «عملية ترقيع لا تستطيع أن تأخذها واشنطن على محمل الجد، إلا إذا حققت شيئاً لمنع كل الأسلحة النووية في كوريا الشمالية». أما الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، فقالت: «نشكك في صدق نيّات كيم في إجراء محادثات، ونرى أنه يحاول الإيقاع بين سيولوواشنطن». وإثر إعلان فتح قناة الاتصال بين الكوريتين، أعلن مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية إجراء أول محادثة هاتفية لمدة 20 دقيقة، من دون أن يكشف تفاصيلها، علماً أن هذا الخط كان يستخدم لتقويم الوضع مرتين يومياً. ووصف الناطق باسم الرئاسة في كوريا الجنوبية، يو يونغ شان، إعادة العمل بالخط الساخن بأنه «أمر مهم جداً، لأنه يخلق أجواء تسمح بالاتصال بين سلطات الكوريتين في كل الأوقات». وكان الشمال اقترح إعادة قناة الاتصال اثر عرض سيول حواراً على مستوى عالٍ، بعدما أبدى كيم الثالث، في خطابه لمناسبة رأس السنة، انفتاحه على إجراء محادثات مع سيول، وأشار إلى إمكان مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستستضيفها مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية من 9 إلى 25 شباط (فبراير) المقبل. وردت سيول باقتراح إجراء مفاوضات على مستوى عالٍ في قرية في بانمونجوم في 9 كانون الثاني (يناير) الجاري، وهي ستكون الأولى بين البلدين منذ 2015، وتتناول مشاركة الشمال في دورة الألعاب الأولمبية، وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك من أجل تحسين العلاقات. ورأى مراقبون أن «بيونغيانغ تحاول الدفاع عن نفسها في مواجهة العقوبات والضغوط الأميركية عبر استخدام سيول درعاً». واضافوا: «إذا أصبحت كوريا الجنوبية شريكاً في حوار مع الشمال، فسيواجه تحالفها مع أميركا صعوبات». وفي بكين، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ أن الشطرين الكوريين «يجب أن ينتهزا فرصة الأولمبياد لتحسين العلاقات، وبذل جهود ملموسة نحو تخفيف التوتر. كما يجب أن تغتنم كل الأطراف المعنية هذا الموقف الإيجابي للتحرّك في الاتجاه ذاته».