اتهمت كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة بدفع شبه الجزيرة الكورية إلى شفا حرب نووية، بعدما حلقت قاذفتان أميركيتان فوق المنطقة في إطار تدريبات مشتركة مع سلاحي الجو التابعين لكوريا الجنوبية واليابان. ووصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية التدريبات المشتركة بأنها «استفزازات عسكرية متهورة»، فيما صرح مون سانغ جيون، الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، بأن «التدريبات المشتركة تهدف الى ردع استفزازات كوريا الشمالية». وأرسلت الطائرتان القاذفتان من طراز «لانسر بي1 بي» من غوام وسط تصاعد التوتر بسبب مواصلة كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية، في تحد لعقوبات الأممالمتحدة وضغوط الولاياتالمتحدة. وتزامن ذلك مع إجراء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) مايك بومبيو محادثات مع مسؤولين كوريين جنوبيين في سيول، فيما أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «حين تكون الظروف مناسبة» رغم عدم استبعاده سابقاً، على غرار مسؤولين أميركيين آخرين، «توجيه ضربة نووية وقائية» للشمال. وقال ترامب لتلفزيون بلوميبرغ، في تصريحات أثارت انتقادات في واشنطن: «يشرفني لقاء زعيم كوريا الشمالية والعمل معه إذا كان ذلك مناسباً لي». ولم يحدد ترامب الشروط التي يجب ان تتوافر لعقد هذا اللقاء أو موعده المحتمل، بينما قال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن «كوريا الشمالية يجب أن تلبي شروطاً كثيرة قبل أن تفكر في عقد هذا اللقاء، لذا واضح أن الظروف غير مواتية حالياً». الى ذلك، أعلن مسؤولون أميركيون أن نظام «ثاد» الدفاعي الصاروخي الذي ينشره الجيش الأميركي في كوريا الجنوبية بلغ قدرة تشغيل أولية للتصدي لصواريخ كوريا الشمالية، مع ترجيحهم اكتمال طاقته التشغيلية خلال أشهر، ما يؤكد مواصلة الولاياتالمتحدة خطواتها في نشر النظام، رغم اعتراض الصين القوي على إمكان استخدام رادار «ثاد» للتجسس على أراضيها. وفي إفادة يومية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ: «سنتخذ بالتأكيد كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالحنا»، بينما كتبت صحيفة «غلوبال تايمز» التي تدعمها الحكومة ولا تعبر بالضرورة عن موقفها، ان «الولاياتالمتحدة يجب الا تعتمد فقط على الصين في الضغط على بيونغيانغ لحملها على التخلي عن طموحها النووي». كذلك يثير نشر النظام الدفاعي جدلاً في كوريا الجنوبية، إذ طالب مرشحون للانتخابات الرئاسية المقررة في 9 أيار (مايو) بتأخير نشر المنظومة حتى تسلم الإدارة الجديدة السلطة من اجل مراجعة القرار، فيما يخشى السكان أن يصبحوا هدفاً لصواريخ كوريا الشمالية. والأسبوع الماضي، أشاد ترامب بنظام «ثاد» الذي وصفه بأنه «مدهش»، لكنه تساءل لماذا تدفع الولاياتالمتحدة تكاليفه البالغة بليون دولار وليس كوريا الجنوبية» التي قالت لاحقاً إن «الولاياتالمتحدة جددت تأكيد أنها ستتحمل كلفة النظام». وتنشر الولاياتالمتحدة ست بطاريات صواريخ «ثاد» في أنحاء العالم لاعتراض صواريخ باليستية وتدميرها في المرحلة الأخيرة لرحلاتها، سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه.