اتفقت الكوريتان، في اجتماعهما الأول خلال أكثر من سنتين، على حجم الوفود وجدول أعمال المحادثات الوزارية الثنائية التي ستجرى في سيول الأربعاء المقبل، في محاولة لبناء الثقة بين البلدين، ولتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن الناطق باسم وزارة الوحدة في سيول كيم هيونغ-سوك، قوله أمس، إن «الجانبين اتفقا على عقد الاجتماع الوزاري»، الذي يرغبان في عقده. وأوضح كيم أن سيول سيمثلها وزير الوحدة ريو جيل جيه، فيما طلبت السلطات الكورية الجنوبية من نظيرتها الكورية الشمالية إرسال رئيس وزارة الجبهة الموحدة في حزب العمال الحاكم كيم يونغ جون، كرئيس لمفاوضيها. وقال أن المحادثات جرت بطريقة هادئة، من دون ظهور أي مسائل مسببة للنزاع. ورفض الناطق تقديم تفاصيل حول اللقاء مع استمرار المفاوضات، غير أنه تعهد بإعطاء مزيد من المعلومات بعد التوصل إلى اتفاق بين البلدين. ويذكر أن الاجتماع بين ممثلي الوفدين الجنوبي والشمالي للإعداد لمحادثات وزارية، استمر ساعة واحدة أمس، في قرية بانمونجوم الحدودية. وشارك في الاجتماع مدير مكتب سياسة الوحدة في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية تشون هيه سونغ، وممثلة الوفد الشمالي، مديرة لجنة إعادة الوحدة السلمية كيم سونغ هيه. وناقش تشون وكيم جدول الأعمال للمحادثات المقررة بعد غد الأربعاء في سيول، وحجم الوفد، والجدول الزمني لإقامة الوفد الشمالي، وغيرها من التفاصيل الأخرى. يذكر أن كوريا الشمالية اقترحت الجمعة على جارتها الجنوبية إجراء محادثات العمل بين سلطات البلدين، وأعلنت إعادة تشغيل خط اتصال ساخن كانت قطعته. وأتى ذلك بعد أشهر من التوتر العسكري الذي غذته طموحات بيونغيانغ النووية. ونظمت هذه المحادثات التمهيدية في المكان الذي وقّعت فيه الهدنة التي أنهت الحرب الكورية (1950-1953). ومن المتوقع أن يتناول جدول أعمال المحادثات الوزارية إعادة العلاقات التجارية الثنائية المعلقة بما في ذلك إعادة فتح موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين الواقع في الجانب الشمالي والذي أغلقته بيونغيانغ في نيسان (أبريل) الماضي. وأثار التراجع الظاهر في الموقف الكوري الشمالي الارتياح في الجنوب لكن بعض المراقبين ربطه بالقمة الصينية – الأميركية التي عقدت في كاليفورنيا.