انطلق من ساحة معبد الأقصر الفرعوني الخميس المهرجان القومي للتحطيب في دورته السادسة التي تستضيفها مدينة الأقصر وتنتهي اليوم، بمشاركة 39 لاعباً يمثلون أربع محافظات مصرية هي: الأقصر، قنا، سوهاج، المنيا. وشمل افتتاح المهرجان عروضاً فنية لفرقة الأقصر للفنون الشعبية، ويشارك وزير الثقافة محمد صابر عرب في حفلة الختام مساء اليوم لتوزيع الجوائز على الفائزين. ومعلوم أن الأقصر وسائر مدن الصعيد المصري وبلداته وقراه، عرفت في تاريخها الممتد آلاف السنين أنواعاً عدة من الألعاب الشعبية التي تختلف من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء، ويمارسها الكبار والصغار على حد سواء. وأهم هذه الألعاب رقصة العصا أو التحطيب، وهي لعبة تحوّلت من قتالية إلى استعراضية وأصبحت تقام لها مهرجانات خاصة تجمع عشرات اللاعبين المحترفين، بوجود محكّمين أو شيوخ اللعبة. وتعود لعبة التحطيب إلى العصور الفرعونية القديمة، وقد صوّرها الفراعنة على جدران معابدهم وكانوا يهتمون بتعليمها للجنود. ويختلف نسبياً شكل خطوات اللعب الآن عما سبق، كما أن العصا المستخدمة في اللعب في عصور الفراعنة كانت تتكون غالباً من نبات البردي المعجون الذي لا يؤذي الخصم. ولرقصة العصا، أو لعبة التحطيب، ارتباط وثيق برياضة الفروسية على وجه التحديد، إذ تقوم على التقاء فارس بفارس، ويحتاج الراقص أو لاعب العصا إلى قوة الرد وسرعة المبادرة عند النزول إلى حلقة التحطيب التي تتكون من فرقة للمزمار ولاعبين يمسك كل منهما بعصا. إلى جانب العوال الذي يدير الحلقة. وداخل حلقة التحطيب تجد المغامرة والعزة والخداع والبطولة في آن واحد. وعلى رغم أن التحطيب رقصة تروّح عن النفس وتبهج الروح إلا أنها تؤدي إلى الموت. فإذا غاب الراقص عن مراقبة منافسه لجزء من الثانية أثناء الرقص داخل الحلقة، لفاجأه الآخر بضربة عصا في أي جزء من جسده. والمهارة هنا لمن يصد ضربات منافسه ويبادر بضربات راقصة متوالية. ولا ننسى أن ضربات لعبة التحطيب ذات وقع راقص. وتعتبر موالد الأولياء والأقطاب الصوفيين في الأقصر مكاناً رائجاً لهذه اللعبة. وكما ينتظر الناس حلقات الذكر في هذه الموالد ينتظرون أيضاً لاعبي التحطيب الذين يفدون من محافظات بعيدة إلى هذه الموالد حتى يمارسوا اللعبة التي خصصت لها ساحات منذ عشرات الأعوام وأصبحت معروفة لدى العامة.