يطل الليلة الإعلامي مارسيل غانم على شاشة «أل بي سي الفضائية»، ليس في حلقة خاصة من برنامجه الأسبوعي «كلام الناس»، بل في الحلقة الأولى من برنامج الحوار السياسي العربي «مباشر مع مارسيل غانم»، ويستضيف فيها رئيس الإستخبارات السعودية السابق والسفير السابق لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل. هذا البرنامج الذي حُضِّر في أقل من شهر، أراد غانم التريّث في التفكير به وتجهيز كل شيء بهدوء، لكنّ إدارة المحطة أصرّت ألا يتم التأخير في بدء عرضه. «ركّزنا على أن يكون إطار البرنامج خارجاً عن المألوف، وفي الوقت ذاته يكون إطاراً جديداً يقدّم مادة جديدة بإيقاع سريع من دون تطويل»، يقول مارسيل ل «الحياة». البرنامج سيبدأ برسم خريطة عن البلد أو المنطقة التي يتم الحديث عنها ليفهم المشاهد الوضع السياسي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي في شكل عام، بعدها يناقش المشاكل الأساسية مع خبير في ملف البلد أو المنطقة، ثم يُطرَح سؤال ليشارك المشاهدون في الإجابة عنه عبر وسائل التواصل المتعددة بين هاتف وإنترنت. المحور الثاني الذي يتألّف من 50 دقيقة يكون للحديث مع شخصية واحدة أو شخصيتين لهما علاقة مباشرة بالموضوع المُعالَج، ثم ينتهي البرنامج مع المحور الأخير الذي يستضيف شخصاً من المجتمع العربي المدني الشاب ليقول ما عنده ويطرح حلولاً يراها مناسبة في رؤية جديدة من دون التعليق على أقوال الضيف الأساسي كي لا يتحوّل الأمر إلى ردّ ثمّ ردّ على الرد. غانم الذي سيكون وفريق عمله على تواصل طيلة الأسبوع مع المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة آرائهم ومقترحاتهم وتعليقاتهم وأسئلتهم، إلى أي درجة سيتمكّن من إعطاء هذا البرنامج العربي الشامل الاهتمام الكافي من دون أن يؤثّر ذلك سلباً على «كلام الناس» الذي يحتاج إلى متابعة دائمة لكل المستجدات؟ يجيب: «أنا عادة حين أوضع أمام تحدٍّ جديد أتحمّس وأقوم بكل ما يلزم للنجاح فيه، لذلك لا أهتم بالراحة ولا أتذمّر من التعب على رغم أنّ شهراً كاملاً مضى من دون نوم تقريباً، ولكن أعتقد أنّ هذا التعب سيخف عندما يبدأ البرنامج سيره على السكة الصحيحة. أمّا في ما يتعلّق بإمكان تضارب البرنامجين، فلا أعتقد أنّ ذلك سيحصل لأننا قسّمنا العمل، فخصصت لكل برنامج فريق عمل «. يشدد غانم على أن مضمون البرنامج سيكون جريئاً إذ لا يمكن خوض قضايا الشارع العربي الذي يتقدّم بجرأة، عن طريق طرح أسئلة كلاسيكية عادية، «سأحترم خصوصيات البلدان وسأحاول طرح القضايا العامة التي تهم الجميع بطريقة تعطي الأمل والتشجيع كي يزهر الربيع العربي ويعطي ثماراً تدوم. والأكيد أنّ هذا البرنامج سيكون جريئاً من دون أن يكون ساحة للانفعالات أو مساحة للتحريض وإثارة النفوس». كيف يتحضّر غانم لخوض غمار قضايا شائكة في أكثر من بلد عربي علماً أنّ كل بلد يحتاج إلى متابعة دقيقة لكثرة التفاصيل التي تطرأ يومياً؟ يعجز مارسيل عن توضيح التقنية التي يتبعها في تقسيم عمله فيخرج إلى سيارته ثم يعود حاملاً بيده دفتراً صغيراً فيفتحه أمامنا ويشرح: «حين أقرأ تحقيقاً أو مقالاً عن موضوع ما يثير اهتمامي أكتب هنا ملاحظاتي عنه وأسجّل اسم كاتبه وأسماء المعنيين بالموضوع، وأضمّه إلى أرشيفي الخاص عن العالم العربي الذي بدأت بترتيبه منذ بداية عملي في «كلام الناس» لأنّني كنت أتابع ما يجرى في العالم العربي بما أنّه مرتبط نوعاً ما بلبنان». أمام النظرة المتعجّبة من المجهود الكبير في العمل الذي لاحظناه في ذلك الدفتر يوضح مارسيل من دون أن نسأل أي شيء: «أنا شخص عنده هاجس عمله، ولا تتصوّر أن أحداً يستطيع النجاح إن لم يحضّر بجدية ملفاته وأسئلته وحلقته، فلا تستطيع أن تصل أمام ضيوفك وأنت تعرج، أضف إلى أنّ الصحافي والإعلامي هو مؤرّخ اللحظة فلا يمكنه أن يغفل عن أي تفصيل لأنّ هذا التفصيل بالذات قد يغيّر مسار الأحداث والحديث». ما أصعب ما يواجهه غانم منذ بدأ زحمة التحضير لبرنامجه الجديد؟ يجيب ضاحكاً: «أنّني لا أنام!» ثمّ يقول بجدية إنّها المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام نفسه أولاً وأمام المسؤولين في «أل بي سي» و»أل بي سي الفضائية» الذين راهنوا على أنّ الفشل بعيد منهم. هل هو خائف؟ «بالطبع» يسارع إلى التأكيد، «فالذي لا يخاف أمام استحقاق جديد يكون كاذباً، فلا يمكن الاتكال على نجاحك السابق أو على اسمك والاعتقاد أن الناس ستقبل كل ما ستقدّمه». ما أكثر أمر يأخذ حذره منه؟ يقول من دون تفكير طويل: «التفاصيل الداخلية في كل بلد حيث أعتقد أنّه لا يجوز لأي كان التدخّل في شؤونه الداخلية الخاصة». ألا يعتقد مارسيل غانم أنّه تأخّر في تقديم برنامج عربي؟ «بلا» يقول مشيراً إلى أنّه أمضى حياته المهنية يدخل الأبواب التي تُفتَح أمامه من دون أن يطرقها بنفسه أو يسعى إليها، «أنا أؤمن باللحظة وأثق أنّه حين يأتي الوقت المناسب يحصل كل شخص على فرصة جديدة، فلم يكن عندي يوماً هاجس تقديم برنامج عربي، وليس صحيحاً الكلام التافه الذي تردد في بعض الصحف عن أنني نصبت الفخاخ لزملائي ساعياً لأطل في برنامج عربي». لو لم يحصل على فرصة تقديم برنامج عربي هل كانت تجربته الإعلامية ستبقى ناقصة؟ يقول بثقة: «أبداً! كنت سأستمر في «كلام الناس» وسأضيف إليه فقرات جديدة ومواضيع جديدة وأفكاراً جديدة لأنّني أؤمن بالتجدد الذي يحافظ على النجاح والاستمرارية». كيف ستكون برأيه الحلقة الأولى الليلة؟ يجيب: «ممّا لا شك فيه أنّها ستكون مميزة لأننا حضّرنا كل شيء جيداً، ولكن الأكيد أنّ المشاهدين لن يستطيعوا رؤية كل ما عملنا عليه منذ الحلقة الأولى لأنّ الكثير من التفاصيل ستظهر تباعاً في الحلقات المقبلة». * «أل بي سي سات»، 18.30 بتوقيت غرينتش.