عززت قوات الأمن المصرية إجراءاتها الأمنية في محيط الكنائس، التي دفعت الشرطة بتعزيزات إضافية لحمايتها بمشاركة الجيش. وفي وقت توعد تنظيم «داعش» المسيحيين في مصر بمزيد من الهجمات، عزا الإرهابي الموقوف إبراهيم إسماعيل، الذي أحبطت قوات الأمن هجومه على كنيسة «مار مينا» في حلوان جنوبالقاهرة وأوقفته بعد قتله 9 أشخاص، اعتداءه إلى «الثأر» لمسلحي «داعش» في شمال سيناء، المنطقة التي تشهد حملة عسكرية ضخمة للقضاء على بؤر المسلحين فيها قبل حلول آذار (مارس) المقبل، وفقاً لتكليف رئاسي. ونشرت مواقع تابعة ل «داعش»، من بينها وكالة «أعماق»، مُلصقاً يحمل تهديدات للمسيحيين في مصر. وبدت فيه صورة لكنيسة «مار مينا» بعد استهدافها، ويقف أمام بوابتها قساوسة ومواطنون، إلى جانب صور للبابا الراحل شنودة الثالث وكنيسة محترقة. وكُتبت على الملصق تعليقات تحمل تهديداً للمسيحيين منها: «أيها الصليبيون والله لننغص عليكم عيشكم، فإن لنا رجالاً شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء». وانتشرت قوات من الجيش والشرطة معززة بعربات مصفحة وفرق من القوات الخاصة في محيط الكنائس الكبرى والمنتجعات السياحية، في مختلف محافظات مصر، فيما ألغيت إجازات الضباط إلى حين مرور فترة الأعياد في 7 كانون الثاني (يناير) الجاري. وجالت قيادات عسكرية وأمنية على الكنائس للتأكد من صرامة إجراءات حمايتها وأمن زائريها. ورفع الاستنفار إلى الدرجة القصوى في المحافظات الحدودية، منعاً لأي تسلل تزامناً مع الأعياد. وشهدت مناطق التماس بين المدن والجبال خصوصاً في الغرب والجنوب، مزيداً من التشديد الأمني، وأغلقت كل الدروب في سلسلة جبال البحر الأحمر. وشهدت مدينة العريش في شمال سيناء إجراءات مشددة في الشوارع الرئيسة والميادين العامة وفي محيط الكنائس. وبثت وكالة «أعماق» شريط فيديو لمنفذ الهجوم على كنيسة «مار مينا» في حلوان إبراهيم إسماعيل. ولم يذكر الفيديو هوية المسلح الملثم فيه، لكنه كان مرتدياً الملابس ذاتها التي ظهر بها الإرهابي في محيط الكنيسة. وقالت الوكالة الإخبارية التابعة للتنظيم الإرهابي إن المتحدث «أحد منفذي» الهجوم على كنيسة «مار مينا»، علماً أن وزارة الداخلية أكدت أن الهجوم نفذه شخص واحد هو إسماعيل. وبدا المسلح الملثم مرتبكاً في الفيديو الذي تم تصويره في منطقة زراعية بكاميرا ثابتة، ولوحظ أنه يلتقط أنفاسه بصعوبة، وغلب اليأس على حديثه الذي جدد فيه البيعة لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وحضه على عدم اليأس. ودعا المسلحين في سيناء إلى الصمود في وجه الحملة العسكرية ضدهم، متعهداً ب «الثأر» لهم. وقال: «والله لنثأرن لكم». بطريرك الأقباط يثمّن دور الدولة في مكافحة الإرهاب القاهرة - «الحياة» - أشاد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني بجهود الدولة في مكافحة الإرهاب، مجدداً تأكيده «وحدة النسيج الوطني المصري». وقال بابا الأقباط في حوار تلفزيوني لمناسبة العام الجديد، إن مصر «تعلب دوراً رائداً في مكافحة الإرهاب»، مثمناً خوضها «معركة تنموية في الموازاة». وشدد على «حاجة مصر إلى مشاريع تنموية ضخمة لاستيعاب أكبر عدد من العمالة». وشدد البابا تواضروس على وحدة الشعب المصري واجتماع عناصره على حب الوطن، وقال إن «ترابط المصريين أمر يجب أن يستوعبه الغرب ويصدقه، لأنه ليس جديداً ولا يقال على سبيل المجاملة، لكنه أمر واقع نعيشه»، مشيراً إلى مثلث «الإنسان والأرض والنهر» الذي يجمع المصريين منذ قرون. وأكد بابا الأقباط أهمية «الحوار مع الشباب، خصوصاً أنهم يمثلون نسبة كبيرة من الشعب المصري»، موضحاً أن «الحوار يحمي الشباب من آفات التطرف والإلحاد والإدمان وغيرها، بعد أن باتوا ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي وما قد تبثه من أفكار مغلوطة ومعلومات غير صحيحة».