قُتل 8 مسيحيين وشرطي في هجوم استهدف كنيسة ومتجراً يملكه مسيحي في مدينة حلوان (جنوبالقاهرة)، ضمن موجة تصعيد شهدتها مصر أمس وليل أول من أمس، بدأت بمقتل ضابط في الجيش برتبة رفيعة و5 جنود بتفجير مدرعة عسكرية في مدينة بئر العبد في شمال سيناءجنوب شرق العريش، وتلاه هجوم مُسلح استهدف منفذاً لتحصيل رسوم المرور على طريق يُديره الجيش، ما أسفر عن مقتل ضابطين متقاعدين وجندي (للمزيد). وصدت قوات الأمن الهجوم على كنيسة «مار مينا» في حلوان، وحالت دون اقتحامها وتفجيرها بعبوة كانت في حوزة إرهابي أصابته الشرطة وأوقفته، في شارع قريب من الكنيسة. وبدأ الهجوم بإطلاق مُسلح النار صوب متجر يملكه مسيحي في منطقة «أطلس» في حلوان، فقَتَل شقيقين مسيحيين، ثم توجه إلى الكنيسة فاشتبك مع قوة حمايتها التي سارعت إلى إغلاق أبوابها من الداخل، حيث كان مئات يؤدون شعائر دينية. وأسفر الاشتباك في شارع متاخم لسور الكنيسة الجانبي وأمام بوابتها الرئيسة عن مقتل شرطي و6 من زوار الكنيسة، ولما عجز الإرهابي عن اقتحامها فرّ بدراجته البخارية، لكن الشرطة طاردته وأوقفته بعد إصابته بالرصاص. وظهر المُسلح في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مُلقى على الأرض ويحيط به رجال أمن، فرضوا طوقاً حوله خشية تفجير حزام كان يرتديه وعبوة كانت في حوزته. وأتى الهجوم على الكنيسة، في وقت يشهد محيط الكنائس في مختلف المحافظات المصرية إجراءات أمنية صارمة يُشارك فيها الجيش، في ظل تحذيرات متكررة من تنظيم «داعش» الإرهابي، خصوصاً بالتزامن مع احتفال الأقباط بأعيادهم الدينية. وحال الطوق الأمني حول كنيسة «مار مينا» دون مجزرة بحق المُصلين فيها أمس، إذ تزامن مع شعائر صلاة الجمعة، حيث بدت الشوارع حول الكنيسة خاوية من المارة. ونصبت الشرطة مكمناً في محيط الكنيسة قبل الوصول إلى بوابتها الرئيسية التي عُززت بأجهزة لكشف الأسلحة والمتفجرات، ما منع الإرهابي من الوصول إلى ساحتها، فدخل في اشتباك مع عناصر الأمن حول الكنيسة. وأشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب «الروح البطولية والتضحيات الغالية التي قدمها رجال الأمن خلال تصديهم للهجوم الإرهابي الآثم ونجاحهم في إحباط محاولات تفجير الكنيسة». وشدد في بيان على أن «المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف». وأفيد بأن وزارة الداخلية طلبت من قوات حراسة الكنائس مزيداً من الاستنفار في حمايتها في أعقاب الهجوم. ونشر الجيش أمس، قوات مدججة بالأسلحة للمشاركة في حماية الكنائس والمنشآت الحيوية. وبثت وزارة الدفاع فيديو لانتشار تلك القوات. ويُرجح أن يكون الإرهابي أحد عناصر تنظيم «داعش» الذي دأب على استهداف الكنائس بالتزامن مع الأعياد، إذ حددت الأجهزة الأمنية هويته من دون كشفها، لكنها أكدت أنه «إرهابي بارز ونشط» متورط في هجمات قُتل فيها رجال أمن ومواطنون. وكشفت وزارة الداخلية هوية الإرهابي المتورط في الهجوم على الكنيسة، وأكدت في بيان أنه يُدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، وعدّدت هجمات تورط فيها، أبرزها قيادته الهجوم على دورية أمنية في مدينة حلوان منتصف العام 2016، ما أسفر عن مقتل 8 ضباط وجنود، وهو الاعتداء الذي تبناه تنظيم «داعش». وورد اسم الإرهابي ضمن قضية قتل ضباط وجنود في حلوان، واسمه الحركي «سالم» (30 عاماً) ومن سكان مدينة حلوان. وكان مسلحون يرفعون علم «داعش» قتلوا عناصر القوة الأمنية. وأعلنت الوزارة أن الإرهابي الموقوف مسؤول أيضاً عن قتل 3 مواطنين في مقهى في قرية «العامرية» جنوب العاصمة، «نظراً لقناعته بتكفير لاعبي النرد في المقاهي». ودان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب «الهجوم الإرهابي الغادر»، مشدداً على أن تكرار تلك الهجمات «أصبح مفضوح الأهداف»، إذ يستهدف «الوطن ووحدته». وقررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إقامة جنازة جماعية للقتلى المسيحيين الثمانية. وتوالت الإدانات العربية والدولية للهجوم، إذ بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية عزاء إلى السيسي، مستنكراً «الهجوم الإرهابي الآثم». وعزّى الملك عبدالله الثاني الرئيس المصري بضحايا الهجوم، فيما أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن استنكارها الشديد «الأعمالَ الإجرامية». في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الجمهورية أن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المُسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعرب خلاله عن تعازي دولة الإمارات، بضحايا الهجوم الذي استهدف الكنيسة. وأكد الرئيس المصري ضرورة تعزيز التنسيق العربي المشترك «لمواجهة التحديات التي تعترض الأمة وفي مقدمها آفة الإرهاب». ودانت السفارة الأميركية في القاهرة الهجوم، ونصحت المواطنين الأميركيين بإتباع البروتوكولات الأمنية وتوجيهات السفر.