على رغم خيبة موسكو إزاء تدهور العلاقات مع واشنطن، حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على توجيه رسائل إيجابية إلى الأميركيين لمناسبة رأس السنة، إذ ضمّن تمنياته إلى نظيره دونالد ترامب حرص روسيا على تعاون براغماتي مع أميركا على رغم اتهامها بانتهاك اتفاقات دولية عبر تزويد اليابان صواريخ. وتزامن ذلك مع تقارير مفادها أن ناقلات روسية انتهكت العقوبات على بيونيغانغ بتزويد سفن كورية شمالية نفطاً. وشدّد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، على أن بيع الولاياتالمتحدةاليابان منظومة دفاع صاروخي يشكل انتهاكاً لاتفاقات التسلح العالمية. كما أشار في بيان نشر على موقع الوزارة إلى أن «الولاياتالمتحدة تنشر منظومات دفاع صاروخي في قواعدها العسكرية في رومانيا وبولندا، أي قرب حدودنا الغربية، ما يشكل خرقاً لاتفاق القوات النووية المتوسطة المدى التي تحظر نشر أنظمة مماثلة ميدانياً». وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو «تنفذ في شكل كامل ودقيق نظام العقوبات» على بيونغيانغ، مستدركة أن قرارات مجلس الأمن فرضت قيوداً على واردات كوريا الشمالية من النفط المكرر، لكنها لم تحظرها تماماً. وحرصت موسكو على اعتماد لغة تصالحية مع الزعماء الغربيين. وأجرى بوتين اتصالات مع زعماء الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا أكد فيها تطلع بلاده إلى تحسين العلاقات. وأفاد بيان أصدره الكرملين أمس، بأن الرئيس الروسي شدّد في حديثه مع نظيره الأميركي، على أهمية إطلاق حوار بين الجانبين، واعتبر أنه «في ظل الوضع الدولي الحالي الصعب، فإن إقامة حوار روسي- أميركي بنّاء، بات أمراً مطلوباً وملحاً، من أجل تعزيز الاستقرار الإستراتيجي وإيجاد أفضل الأجوبة على التحديات والتهديدات العالمية». ولفت إلى «أهمية مبدأي الندّية والاحترام المتبادل أساساً لتنمية العلاقات» بين موسكووواشنطن. واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن حال العلاقات الروسية- الأميركية شكلت «أكبر خيبة أمل عام 2017». وقال إن روسيا تسعى إلى علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة والبلدان الأوروبية، على أن تكون «مفيدة للجميع وتقوم على أساس الاحترام المتبادل والثقة». وزاد أن موقف واشنطن حيال موسكو يثير «أسفاً عميقاً في روسيا»، خصوصاً ما يتعلق بفتح تحقيقات أميركية في ما يوصف «الملف الروسي»، معتبراً ذلك أمراً «محيّراً، ويلحق ضرراً بالغاً بالعلاقات الثنائية». وأوضح بيسكوف أن موسكو أعلنت مرات عدة موقفها حيال «الهيستيريا المعادية لروسيا، التي يتم تضخيمها وتأجيجها ودعمها، وما زلنا نستغرب استمرار التحقيقات، وهذا بالطبع شأن داخلي للولايات المتحدة، لكنه يلحق الضرر بعلاقاتنا الثنائية». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرَين أمنيّين بارزين في أوروبا الغربية، أن ناقلات روسية زوّدت بيونغيانغ وقوداً في ثلاث مناسبات على الأقل خلال الشهور الأخيرة، عبر نقل شحنات في عرض البحر، واعتبرا ذلك انتهاكاً لعقوبات فرضها مجلس الأمن على بيونغيانغ. وأشار المصدر الأول إلى «نقل سفن روسية مواد بتروكيماوية إلى سفن من كوريا الشماليةمرات عدة هذا العام، في انتهاك للعقوبات»، فيما أكد المصدر الثاني تبادلاً تجارياً بين السفن الروسية والكورية الشمالية، واستدرك قائلاً إن «لا دليل على أن الدولة الروسية تدعم ذلك، لكن السفن الروسية تقدّم شريان حياة للكوريين الشماليين». واستشهد المصدران الأمنيان بمعلومات استخباراتية بحرية وبصور التقطتها أقمار اصطناعية لسفن تخرج من موانئ منطقة الشرق الأقصى الروسية على المحيط الهادئ.