أعلن الكرملين أن روسيا مستعدة للعب دور وسيط بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، من أجل تخفيف التوتر الذي تثيره برامج بيونغيانغ الصاروخية والنووية «إذا قبل الطرفان الاقتراح». وقال الناطق باسمه ديميتري بيسكوف: «استعدادنا واضح لتمهيد الطريق من أجل نزع فتيل التوتر»، علماً أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا الإثنين واشنطن وبيونغيانغ إلى بدء مفاوضات، معلناً استعداد بلاده لتسهيل المحادثات. ويقول ديبلوماسيون أميركيون إنهم يسعون إلى إيجاد حل ديبلوماسي، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن تتعهد بيونغيانغ التخلي عن أسلحتها النووية قبل بدء محادثات. وفي كوريا الجنوبية، توقعت وزارة الوحدة أن «تسعى كوريا الشمالية إلى إجراء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة في شأن برامجها للأسلحة العام المقبل، إلى جانب مواصلة محاولتها نيل اعتراف بامتلاكها قدرة نووية. كما ستحاول تحقيق شكل من أشكال التقارب مع سيول». ترافق ذلك مع إعلان وزارة الدفاع أنها ستخصص أربع وحدات للعمل تحت إمرة مسؤول جديد سيشرف على السياسة الخاصة بكوريا الشمالية «بهدف ردع الخطر النووي والصاروخي من كوريا الشمالية والتعامل معه». ونقلت صحيفة «جونغانغ إلبو» في كوريا الجنوبية عن مصدر في الحكومة أن «بيونغيانغ تعد لإطلاق قمر اصطناعي أطلقت عليه اسم كوانغ ميونغ سونغ 5»، في وقت يقول خبراء إن «هذه النشاطات تهدف على الأرجح إلى تطوير تقنية الصواريخ الباليستية، ما يحتم حظرها بموجب قرارات الأممالمتحدة» التي تمنع إجراء أي عملية لإطلاق صواريخ باليستية، وبينها تلك المخصصة لإطلاق أقمار اصطناعية. وأشارت الصحيفة إلى أن بيونغيانغ «تخطط لوضع قمر اصطناعي مجهز بكاميرات وأجهزة اتصالات في المدار»، علماً أنها كانت أطلقت القمر الاصطناعي «كوانغ ميونغ سونغ-4» في شباط (فبراير) 2016، وهو ما اعتبره معظم المراقبين الدوليين «تجربة مقنّعة لصاروخ باليستي». ويُعتقد أن كوريا الشمالية نجحت في وضع قمر اصطناعي في مدار حول الأرض في كانون الأول (ديسمبر) 2012، بعد سنوات من تجارب فاشلة باشرتها عام 1998، وأطلقت على القمر اسم «كوانغ ميونغ سونغ-1». ومطلع الشهر الجاري، نقلت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية عن خبير عسكري روسي يدعى فلاديمير خروستاليف قوله بعد لقائه ممثلين عن إدارة التطوير الفضائي الوطنية في بيونغيانغ إن «كوريا الشمالية قد تطلق في المستقبل القريب قمرين اصطناعيين، واحد لاستكشاف الأرض وآخر للاتصالات». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، أفادت وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان «الولاياتالمتحدة مرعوبة من قوتنا النووية، وتزداد هلعاً في تحركاتها لفرض أقسى العقوبات والضغوط على بلادنا»، في إشارة إلى أحدث رزمة عقوبات اتخذها مجلس الأمن ضد بيونغيانغ الجمعة الماضي، والتي أيدتها الصينوروسيا. وأصدرت بكين الثلثاء بيانات جمركية تفيد بأن الصين لم تصدّر أي منتجات نفطية لكوريا الشمالية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كما لم تستورد خام الحديد أو الفحم أو النحاس من كوريا الشمالية في الشهر ذاته، ما يتجاوز عقوبات الأممالمتحدة. وتباطأت التجارة بين كوريا الشماليةوالصين، خصوصاً بعدما حظرت الصين مشتريات الفحم في شباط. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) بلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 388 مليون دولار، وهو أحد أقل المستويات الشهرية خلال السنة الحالية.